دارت اشتباكات، أمس الأول الجمعة، بين مسلحين قبليين من همدان ومنتسبي اللواء الأول مشاة جبلي التابع للعمليات الخاصة والمتمركز في معسكر الاستقبال في ضلاع همدان شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء. ونقلت صحيفة «المصدر» الصادرة اليوم الأ؛د عن مصدر عسكري قوله إن حشوداً قبلية من أهالي همدان نصبت خيامها في بوابة اللواء منذ أيام للمطالبة باسترداد الأراضي المحيطة بالمعسكر ونقله من أراضيهم.
وبحسب المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن القبائل حين وجدوا تساهلاً من قبل قيادة اللواء تطوّرت مطالبهم إلى استعادة الأرضية التي يقع عليها المعسكر بكل ما تحتويه من مبانٍ ومنشآت، وحاولت مجموعة من القبائل اقتحام المعسكر عقب صلاة الجمعة، ودخلت مجاميع من القبائل إلى ساحة المعسكر بالقوّة يقودهم الشيخ يحيى علي عايض، إلا أن الجنود تجمّعوا وصدوا القبائل التي كانت تريد الاستيلاء على المعسكر.
وبحسب المصادر، فإن قائد اللواء العميد علي الفقيه متغيّب عن المعسكر منذ صدور قرار الهيكلة الذي ضم اللواء إلى العمليات الخاصة ويمتنع عن توقيع محضر استلام اللواء من سلفه العميد عسكر دارس الذي عيّن أركان حرب العمليات الخاصة، وبحسب معلومات سابقة نشرتها صحيفة «المصدر»، فإن العميد الفقيه يتعلل بانشغاله بالدراسة في الأكاديمية العسكرية ويدير اللواء من منزله عبر الهاتف، بعد أن اكتشفت اللجنة اختفاء خمسمائة بندق ومولد كهرباء كبير ومعدات أخرى.
ويتهم جنود وضباط الفقيه بالتواطؤ مع المسلحين القبليين الذين دفعتهم جهات متضررة من انتقال السلطة إلى مهاجمة المعسكر ومحاولة الاستيلاء عليه - بحسب حديث أحد ضباط اللواء للصحيفة ذاتها، وأضاف المصدر «عندما شعر الجنود والضباط بتراخي عددٍ من قيادة اللواء الذين هم على تواصل مع القائد، والإصرار على عدم تسليح الجنود رغم الخطر المحدق بالمعسكر هبّ الجنود للمطالبة بتسليحهم إلا أن أحد القيادات أطلق عليهم النار مما دفعهم لمداهمة مخازن السلاح وسلحوا أنفسهم وأطلقوا النار باتجاه مبنى القيادة، وأجبروا عدداً من قادة الكتائب المتخاذلين وأركان التسليح على مغادرة اللواء».
وفي السياق ذاته، وصل إلى مقر اللواء الأول مشاة جبلي، صباح أمس السبت، اللواء الركن عبد ربه القشيبي قائد العمليات الخاصة وقيادات من وزارة الدفاع واللجنة العسكرية لمتابعة ما تعرّض له اللواء من هجوم والوقوف أمام التراخي الذي أبدته قيادة اللواء وجعلته عُرضة للمهاجمة القبلية، خاصة أن قلة قليلة من الجنود المتواجدين في اللواء كان بحوزتهم سلاح، وهم من تمكنوا من صد الهجوم.
واستمع قائد العمليات الخاصة إلى تفاصيل ما حدث من الجنود والضباط المتواجدين في اللواء، الذين عبّروا عن رفضهم لبقاء العميد علي الفقيه قائداً للواء، ومن يقولون إنهم متواطئون معه من قيادة اللواء، وشددوا على قائد العمليات الخاصة أن يعيِّن قائداً جديداً للواء الذي يشهد تسيباً إدارياً واضحاً منذ ضمه إلى العمليات الخاصة التي أُنشئت بموجب قرار هيكلة الجيش، وكان اللواء في السابق يتبع الحرس الجمهوري.
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن اللواء القشيبي حيّا الجنود الذين دافعوا عن المعسكر وحالوا دون تنفيذ مخططات كانت تهدف إلى إسقاط اللواء بأيدي مجاميع قبلية على الحفاظ على ممتلكات القوات المسلحة دون التفريط بأرواح المواطنين.