الكثير من السفارات اليمنية اصبحت عديمة الفائدة لدى اليمنيين المغتربين في الخارج. فاليمني يسجن ويعتقل ويواجه صعوبات كبيرة في الخارج والسفارة والسفير لا يحركون ساكنا. بكل تأكيد هناك صعوبات تواجه السفارات اليمنية والعاملين فيها لخدمة الانسان اليمني، مثل قلة الدعم الحكومي المادي والسياسي، فتجد السفارات لا تسطيع توفير كل المتطلبات اللأزمة لحماية اليمني الذي يلاقي كل انواع الذل والاهانه في التعامل من قبل الدولة المضيفة.
فأنا شخصياً مغترب منذ خمسة عشر سنة تقريباً وفي اكثر من دولة اما لطلب المعيشة أو الدراسة، مثلي مثل الكثير من أبناء الشعب اليمني، ولم أشعر يوماً أن هناك حكومة ممثله في السفارة تقف خلفي وتسأل عن أخباري في السر والعلن.
فمنذ أول يوم من رحلة الاغتراب والى هذه اللحظة لم يتم الاتصال بي من قبل السفارة اليمنية، لا في أوقات صعبة كأوقات الفيضانات لإخباري ان أتوخي الحذر أو في اوقات رائعة يتم تذكيري ودعوتي لحضور مناسبة وطنية مهمة مثل ما تقوم به سفارات دول اخرى.
اعرف صديقاً يحمل الجواز الامريكي يتم الاتصال به كل مرة لاخباره بأن يتواخى الحذر او التوجه الى السفارة إذا واجه اي صعوبه أو قلق امني.
وصديق اخر من دولة خليجية تعرض للحجز في دولة غربية لسوء فهم بعض القوانين التي لم يتبعها، ولكن تم الإفراج عنه في اليوم نفسه وبكفالة مالية تبلغ عشر الف دولار امريكي من قبل سفارة بلاده، فهل سفارة اليمن تستطيع دفع مبلغ كبير مثل هذا لمساعدة مواطنينها؟
توجد في العالم 52 سفارة و20 قنصلية لليمن (حسب موقع وزارة الخارجية) ويتم صرف الكثير من الاموال لهذه السفارات والقنصليات ولكن المردود التى تقوم به الكثير من السفارات ضعيف جداً في خدمة اليمن من الناحية السياسية، الدبلوماسية والتجارية او تسهيل اجراءات ابناء اليمن المغتربين.
فلو يتم إغلاق بعض السفارات مثل سفارة الصومال وموريتانيا وغيرها ويتم فتح مكتب فقط اذا احتاج الامر لذلك لتيسير بعض الامور.
ويتم إغلاق بعض السفارات وأعطاء كل المسؤوليات لسفارة اخرى قريبة من الناحية الجغرافية واللغوية والدينية لتيسير امور الدولة الاخرى.
فسفارة دولة كندا في الممملكة العربية السعودية تمثل وتقوم بأعمال دولة اليمن وعمان والبحرين حتى تقلل من التكاليف التى سيتم صرفها، اذا تم فتح سفارة لكندا في كل البلدان. والقنصلية السويسرية تعرض مبنى القنصلية في السعودية للبيع استعدادا لاغلاقها حتى تقلل من التكاليف على الحكومة السويسرية وأعطاء مهام القنصلية لشركة تقوم بإدارة وتيسير التأشيرات وإرسالها الى السفارة في الرياض.
فكندا وسويسرا وغيرها من الدول الاخرى تمتلك امكانيات كبيرة ولكنها تتبع سياسة الاغلاق لتقليل من التكاليف وتفعيل السفارات الاخرى.
فعلى الحكومة اليمنية التفكير بجدية بإغلاق بعض السفارات ودمجها وتوكيل سفارة اخرى قريبة من الناحية الجغرافية لتقوم بأعمالها لتخفيض نفقات الحكومة والتركيز على دعم السفارات الرسمية الاخرى لتحسين أداءهم.