تعرض صحفيون ومصورون اليوم السبت لاعتداءات على يد عناصر من الحراك الجنوبي أثناء تغطيتهم لمهرجان شارك في الآلاف بساحة العروض في مدينة عدن. واعتدى عناصر الحراك على مصور تلفزيون الجزيرة سمير النمري وزميله ياسر حسن مراسل موقع «الجزيرة نت»، والدكتور محمد القاضي مراسل قناة سكاي نيوز عربية، أثناء تغطيتهم للمهرجان الذي نظمته فصائل الحراك في ذكر 27 ابريل 1994 وهو اليوم الذي يقول فيه انفصاليون إن علي عبدالله صالح أعلن فيه الحرب على جنوب اليمن.
وقال النمري ل«المصدر أونلاين» إن عشرات من المحتجين اعتدوا بالضرب عليه وعلى المصور ياسر حسن أثناء تصويرهم لفعالية الحراك، مشيراً إلى أنه تفاجئ بالاعتداء عليه ومحاولة كسر الكاميرات، وكذا التهديد بقتله وزميله.
وأضاف «اعتدي علينا بالضرب حتى أدمونا، وأخذوا البطائق ومبالغ مالية، واتهمونا بتزوير بطاقة قناة الجزيرة، وتدخل أشخاص لإخراجنا من الساحة، لكنهم مارسوا علينا إرهاباً ايضاً».
وسمير النمري هو أيضاً مخرج أنتج أفلاماً وثائقية، وحصل على جوائز عربية.
وروى النمري في صفحته على الفيسبوك تفاصيل الحادثة، وقال إنه تفاجأ بصراخ زميله ياسر حسن بعد الاعتداء عليه، قبل أن يتلقى لكمة من أحدهم وقعت في إذنه «كصاروخ متفجر» أعقبه هجوم من عشرات من عناصر الحراك داخل الساحة.
وقال إن البعض سحبه بقوة نحو خارج الساحة ويصرخ في وجهه «أنت عميل.. انقلع من هنا» فيما يستمر آخرون في لكمه وضربه، حينها استنجد بأحدهم مخاطباً إياه «حرام عليكم انا هنا من أجل إيصال صوتكم»، فرد عليه مخاطباً عناصر الحراك «لا تخلوه يروح.. اضربوه كسروا ارجله».
وأضاف النمري ان أحد العناصر كان يحمل عصىً أمسك به قوه وانتزع الكاميرا من يده بالقوة، بينما قال له آخر «هات بطاقتك والله لأقتلك»، فأخرج بطاقته وقال له «هذه بطاقة الجزيرة»، فصاح في المتظاهرين: «شوفوا يزور بطاقة الجزيرة هذا الكذاب»، «فواصل الجميع يضرب بعنف وكلا يمسك بيدي نحوه» يقول مصور الجزيرة.
النمري مخاطباً أحدهم «حرام عليكم انا هنا من أجل إيصال صوتكم»، فرد عليه مخاطباً عناصر الحراك «لا تخلوه يروح.. اضربوه كسروا ارجله» وتابع «قام أحدهم، وهو كبير في السن، بإمساكي وصاح: حرام عليكم هذا عيب، وأخرجني الى الشارع وأدخلني سيارة تاكسي كانوا يحاولون فتحها لإخراجي، تمكنت بسرعة الخائف من إغلاقها وانطلق بنا».
وأردف سمير النمري مواصلاً روايته «لكن سيارة اخري اعترضتنا ونزل ثلاثة منهم ارعبتني وجوههم كانوا يريدون ضربي لكني قفزت اليهم وقلت لهم: باطلع معاكم في السيارة عيب لا تضربونا هذا حرام، اخذوني في السيارة وقفز شخص رابع إلى يميني، كنت أتوسل اليهم وأقول لا تلمسوني سأعطيكم ما تريدون، فأخرجت حينها تلفوني وشنطة المايكرفون ومحفظتي التي تحوي بطائق بنكية واثبات العمل من وزارة الاعلام ومبلغ مائة دولار، اخذوا يفتشوا الشنطة والمحفظة بطريقة مرعبة وكنت لا زلت اتوسل اليهم والسيارة تسير بي نحو كريتر، وأمام عدن مول تم ايقافي وكنت قد بذلت شوطاً كبيراً في اقناعهم بان لا ذنب لي، أعادوا لي ادواتي بعد ارهاب نفسي كبير».
وقال النمري إن أحدهم صاح فيه «تأكد من أغراضك»، مضيفاً أنه أخذها وبدأ يتفحصها «قلت لهم كانت في المحفظة 100 دولار»، «صاحوا جميعا لالالالا نحن فتشناها أمامك، فتراجعت سريعا وقلت لهم: آسف، أنا مرتبك، الفلوس نسيتها في الفندق».
ياسر حسن تعرض للضرب وأصيب بكسر في الأنف فسالت الدماء منه بغزارة وذكر النمري ان عدد من قيادات الساحة وصلوا لتقديم الاعتذار إليه، لكن في الوقت ذاته، ما تزال كاميرا الجزيرة وبطاقته المهنية، ومبلغ 100 دولار منهوبات.
وأكد أنه عند دخولهم الساحة لتغطية الفعالية كانوا قد نسقوا في السابق مع اللجنة الاعلامية، وكان يرافقهم نائب رئيس اللجنة سالم العولقي.
من جانبه، قال موقع الجزيرة نت إن مراسله ياسر حسن تعرض للضرب المبرح والعنيف، حيث أقدم المعتدون على ضربه في كل أنحاء جسده مما أدى إلى إصابته بكسر في الأنف فسالت الدماء منه بغزارة.
وقال حسن إن المجموعة التي اعتدت عليهما «هم من مسلحي الحراك بردفان بقيادة شخص يدعى بكيل الوهيبي».
محمد القاضي بعد تعرضه للمضايقات: أشعرتني بخطورة التعبئة العدمية والعبثية في وسط الشارع الجنوبي إلى ذلك، قال الدكتور محمد القاضي مراسل قناة سكاي نيوز عربية إنه تعرض للمضايقات من بعض المشاركين في مهرجان الحراك خلال تغطية طاقم القناة للفعالية.
وقال في صفحته على الفيسبوك «المضايقات المتعددة والتي وصلت الى محاولة الاعتداء علينا بالجنبية من قبل بعض المشاركين في مهرجان الحراك في ساحة الحرية بعدن».
وأضاف «اليوم أشعرتني (المضايقات) بخطورة التعبئة العدمية والعبثية في وسط الشارع الجنوبي، مع احترامي للكثير الكثير من قيادات ونشطاء الحراك الذين اتصلوا بنا للتعبير عن ادانتهم لما تعرضنا له».
ناشط بالحراك يُدين إلى ذلك، أدان سالم العولقي نائب رئيس اللجنة الإعلامية لفعالية الحراك ما تعرض له طاقم الجزيرة من اعتداء، وقال ان «كل حركة شعبية أو جماهيرية لا بد أن تصحبها ممارسات خاطئة ليس بالشرط أن تكون محسوبة عليها، فهناك مندسون وأطراف تريد أن تلحق الأذى بالحراك وسلميته وسمعته الطيبة».
ناشط بالحراك: كل حركة شعبية تصحبها ممارسات خاطئة ليس بالشرط أن تكون محسوبة عليها ونقل موقع الجزيرة نت عن العولقي تأكيده على سلمية الحراك وحضاريته ورسالته السامية، معتبرا ما تعرض له طاقم الجزيرة «فعلاً لا أخلاقياً»، مشيرا إلى أن «حملة الاعتداء كان سببها التوقيت غير المناسب للنزول للساحة، إضافة إلى ما تقوم به وسائل الإعلام المضادة للحراك التي تسيء لسلميته والتي زادت حالة الاحتقان وجعلت الشارع يغضب من الإعلام بشكل عام». حسب قوله.
وقال إن «الاعتداء لم يكن موجها لشخص أو جهة معينة فقد كدت أنا شخصياً أن أضرب من المعتدين رغم أني من اللجنة المنظمة وأبرزت لهم البطاقة التي تثبت ذلك غير أنهم رفضوا الاقتناع وهذا دليل أنهم مندسون في صفوف الحراك». وأكد أن هناك مساعي لإعادة كاميرا الجزيرة أو تقديم التعويض المناسب في حال عدم إعادتها.