أعلن رجل الأعمال أحمد بن فريد الصريمة انسحابه التام من مؤتمر الحوار الوطني الذي كان أحد نواب رئيسه وانضم إليه بعد ساعات أحمد صالح عجروم معلناً الانسحاب من المؤتمر في مؤشر قد يؤدي إلى تفكك جبهة الحراك الجنوبي المشارك في الحوار. وليس للصريمة باع في السياسة لكنه اختير لرئاسة الهيئة القيادية لمؤتمر شعب الجنوب الذي أسسه محمد علي أحمد في العام الماضي ويضم معظم المندوبين المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني عن الحراك الجنوبي.
وقال الصريمة في بيان غير مؤرخ نشرته مواقع موالية للحراك الجنوبي على الإنترنت أمس الجمعة «قررت (القرار النهائي) بالانسحاب الكامل من ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني في صنعاء. ويشمل ذلك القرار الانسحاب من كل المواقع القيادية التي شغلتها في هذا المؤتمر ولم يعد لي صله بهذا المؤتمر بعد اليوم».
وبرر انسحابه بما قال إنها «مؤامرة على قضية شعب الجنوب».
ومن شأن خطوة الصريمة أن تشق الفصيل الجنوبي المعتدل بعدما قال إنه سيعقد مؤتمراً استثنائياً لمؤتمر شعب الجنوب لاتخاذ إجراءات تنظيمية ضد أعضاء المؤتمر المشاركين في الحوار الوطني وضم القوى المنادية بانفصال الجنوب إليه.
وجاء في بيان الصريمة «لقد ساهمنا بجدية وإخلاص في تأسيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب وفق مبادئ وأسس اتفقنا عليها جميعاً (..) وآليات سياسية محددة للحوار (..) حددت مسار التفاوض والحوار إلا أن بعض الإخوان تنكروا لذلك وخالفوا وثائق مؤتمرنا من خلال الاستمرار في وقائع هذا الحوار، مع علمهم أن مجرياته تخالف وثائقنا فبتلك التصرفات فإنهم لم (يعد) يمثلون إلا أنفسهم وليس لهم صله بمؤتمر شعب الجنوب وستتخذ ضدهم الإجراءات التنظيمية وفقاً للنظام الداخلي».
وأضاف البيان: «بالرغم من كل معطيات مؤتمر الحوار في صنعاء فإننا بذلنا جهداً صادقاً في محاولة لتغيير قواعد الحوار بما يخدم قضية شعبنا في الجنوب دون جدوى لكون وقائع الحوار تسير نحو إعادة إنتاج منظومة الحكم السابقة في صنعاء بعلم كل الأطراف ولدينا كل الحقائق التي تؤكد ذلك وسنكشفها في الوقت المناسب.
وانضم المعارض الجنوبي السابق أحمد صالح عجروم إلى الصريمة، معلناً انسحابه.
وجاء في بيان مقتضب لعجروم «استجابة للقرار الجنوبي الأصيل المعبر عن نبض الشارع الجنوبي الذي اتخذه الشيخ أحمد بن فريد الصريمة رئيس هيئة رئاسة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب فإنني أعلن انسحابي الكامل من أعمال مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء».
ودعا عجروم أعضاء مؤتمر شعب الجنوب المشاركين في الحوار إلى الانسحاب منه لما قال إن حيثياته «لا تتفق مع تطلعات شعبنا في الجنوب».
وتزيد هذه الخطوة من الضغوط على حلفاء الرئيس عبدربه منصور هادي في الحراك الجنوبي بقيادة المسؤول التنفيذي السابق في الدولة الجنوبية محمد علي أحمد.
وقاد أحمد جهوداً لتوحيد بعض فصائل الحراك الجنوبي تحت مظلة واحدة قبل أن يُعلن مشاركة التكتل في مؤتمر الحوار الوطني الذي يُعقد في صنعاء من أجل وضع حلول للمشاكل الوطنية في البلاد.
ولاقت هذه الخطوة غضب فصائل أخرى متشددة ترفض المشاركة في الحوار وتطالب بفصل الجنوب الذي توحد مع الشمال عام 1990.