30 يونيو يترقب هلاله المراقبين أكثر من ترقبهم لهلال رمضان ويفصلنا عنه أيام قلائل لأن الجميع يدرك ان هذا التاريخ سيكون فاصلاً في تاريخ ثورات الربيع العربي إما ان تسير تلك الثورات إلى الأمام المنشود من الأمن والاستقرار وابتداء التفكير الجمعي بالتنمية وإما ان تكون إيذانا بإرساء قواعد جديدة لذلك الربيع الذي لن يكون له محددات واضحة ل اصندوق شفاف ولا قوة شارع وإنما زيادة من التخبط تقود الى كثير من التعثر والسقوط في فراغات الفوضى. وكما شدت مصر كل أنظار العالم إليها أثناء الثورة هاهي اليوم كذلك لا ترضى ان تتنازل عن دورها في لعب دور النموذج لكل الأطراف على مختلف رؤاهم ومشاربهم ...وتبقى السيناريوهات مفتوحة لكل الاحتمالات ومع استعراض أطراف المعادلة هناك لعضلاتهم لكن يبدو ان المعارضة هذه المرة غير معتمدة على الشارع ونزوله بعد ان خذلها في 25يناير الفائت وربما هذه المرة انها معتمدة على تدبير أخر غير الشارع وزخمه وهذا الذي يجعل المشهد أكثر توجس وغموض ...ويفتح الباب على مصراعيه لأسئلة كثيرة ومتشعبة.
هل نحن بصدد تكرار للمشهد الفنزولي عند انقلاب النخبة على تشافيز الرئيس المنتخب حينها وإعادة أنصاره رغم انف النخبة وبمساعده الجيش.
أم أننا بصدد التحضير لمشهد السبعينات عندما حرصت النخبة على إغراق البلاد في فوضى سياسيه معطية للجيش المبرر القوي للتدخل وحكم البلاد لسنوات وسنوات.
أم أننا بصدد أيضاً مشهد من مشاهد الحرب الأهلية التي غرقت فيها أوربا وأمريكا وظلت حتى أنهك الجميع وأيقنوا أن أي فريق لا يستطيع ان يغلب الأخر ففروا مهرولين إلى الصندوق الشفاف لحل أي مشكلة سياسية أو اختلاف ولكن بعد سيل من الدماء.
لا يستطيع ان ينكر أحد ان الموقف في مصر ضبابي والمشهد مفتوح لكل الاحتمالات، وان بقيه دول الربيع تتابع بحرص شديد ليستنسخ كل طرف التجربة في بلده بمختلف توجهاتهم سلطة ومعارضة وثوار وثوره مضادة إسلاميين وليبراليين كما هي عادتنا مع مصر من ثورة 62م إلى اليوم.