دعا وزير الدفاع الشعب اليمني إلى أن يكون على ثقة بأن «قوته الدفاعية بكل صنوفها وسلاحها لن يوجّه إلاّ لصدور أعداء الشعب»، كون المؤسسة الدفاعية «وجدت لتحمي الوطن وتذود عن خيارات الشعب ومكاسب عمله السلمي». يأتي ذلك في وقت جدد فيه قادة الجيش اليمني عهدهم بحماية الوطن والشعب والعمل بكل تفانٍ من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والوقوف بكل حزم في وجه كل من يحاول العبث بممتلكات الوطن ومقدراته وإقلاق سكينته.
وبدأت، أمس الثلاثاء، احتفالات تدشين المرحلة الثانية للعام التدريبي القتالي والعملياتي والإعداد المعنوي 2013، لقوات الجيش في مختلف المناطق والألوية العسكرية، على رأسها: ألوية الحماية الرئاسية (الأول والثالث)، والقوات الخاصة، والمنطقتان العسكريتان: (الرابعة والسادسة)، ودائرة المشاة، إلى جانب عدد من الألوية العسكرية في مختلف مناطق الجمهورية.
وكان لافتاً أن معظم الكلمات التي ألقاها القادة العسكريون خلال احتفالات التدشين جاءت في معظمها متطابقة من حيث أنها ركزت على أهمية الاختلاف الكبير بين الأعوام السابقة وهذا العام، كونه يأتي وقد توحّدت القوات المسلحة تحت قيادة عسكرية واحدة بعد صدور قرارات الهيكلة الأخيرة، الأمر الذي انعكس بدوره على تطوير بنية وهيكلية وتجهيزات وإعدادات وخطط وتموضعات القوات المسلّحة، لما من شأنه أن يُساعد على تأدية دورها الكبير والمهم في حفظ الأمن والاستقرار في هذه المرحلة السياسية الحساسة التي تمر بها البلاد.
وفي هذا الجانب، أكد عدد من القادة العسكريين، في ثنايا كلماتهم خلال فعاليات التدشين، على أهمية نجاح مؤتمر الحوار الوطني ، الذي يعول عليه اليمنيون رسم ملامح مستقبلهم، وبكون القوات المسلّحة هي الضامن الحقيقي لنجاحه.
وطبقاً لموقع وزارة الدفاع «26 سبتمبر نت»، حضر وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد حفل تدشين المرحلة الثانية من العام القتالي 20133 لمقاتلي اللواءين الأول والثالث من ألوية الحماية الرئاسية. وألقى وزير الدفاع كلمة توجيهية أمام مقاتلي اللواءين، دعا فيها الشعب اليمني إلى الوثوق بقوته الدفاعية. رئيس هيئة الأركان العامة: القوات المسلحة هي الضمانة الحقيقية لنجاح مؤتمر الحوار الوطني والعملية السياسية برمتها بعيداً عن الولاءات والتعصبات الضيّقة
وقال: «إن على شعبنا أن يثق بأن قوته الدفاعية بكل صنوفها وسلاحها لن يوجّه إلاّ لصدور أعداء الشعب؛ لأن المؤسسة الدفاعية وجدت لتحمي الوطن وتذود عن خيارات الشعب ومكاسب عمله السلمي».
وأضاف الوزير في كلمته أن هذه المرحلة «هي مرحلة بناء الوطن وإعادة هيكلة وبناء القوات المسلحة والأمن على أسس علمية وطنية».
وحث الجميع «على احترام الأقدمية وتفعيل دور القيادة الوسطية والدنيا»، مؤكداً أن قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة حريصتان على تحسين أوضاع القوات المسلحة كي يتمكنوا من القيام بواجباتهم المناطة بهم بكل كفاءة واقتدار.
وبحسب موقع الوزارة الإخباري، عبّر وزير الدفاع عن السعادة البالغة لمشاهدة حماة الوطن وقد أعدوا العدة لتدشين المرحلة الثانية من العام التدريبي 2013 وهم يتمتعون بالمعنويات العالية والاستعداد الرفيع للذود عن حياض الوطن، مؤكداً «أن هذه الوحدات وهؤلاء المقاتلين هم قوة الوطن والشعب الذي يعتز بأبنائه الميامين ويثق بأنهم حماة الديار».
وفي سياق متصل، دشنت القوات الخاصة أيضا، المرحلة الثانية من العام القتالي 2013، بحضور رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول، الذي ألقى كلمة توجيهية أكد فيها أن القوات المسلحة "أثبتت للجميع بأنها ورغم كل الظروف ستظل مؤسسة وطنية قوية وصلبة باذلة الغالي والنفيس من أجل وحدة وأمن واستقرار الوطن، ومُشكّلة الضمانة الحقيقية لنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل والعملية السياسية برمتها بعيداً عن كل الولاءات والتعصبات الضيقة.
وأشار رئيس هيئة الأركان العامة إلى أهمية القرارات التي أصدرها الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلّحة المشير عبد ربه منصور هادي، والمتعلقة بإعادة بناء وهيكلة القوات المسلّحة وفقاً لأسس علمية ومهنية «أعادت للجيش لحمته وللقوات المسلحة اعتبارها ومكانتها الوطنية».
واعتبر ذلك «تأكيداً عزم وإصرار القيادة السياسية على مواصلة البناء والتطوير لكافة الوحدات العسكرية والقتالية».
وفيما أشاد رئيس أركان القوات الخاصة بما حققته القوات الخاصة من «نجاحات متميزة في التنفيذ الخلاق لمختلف الخطط والبرامج التدريبية والتأهيلية للمرحلة الأولى»، جدد العهد على أن تظل هذه القوات «في مقدِّمة الصفوف للدفاع عن الوطن وحفظ أمنه واستقرار».
وفي السياق، أيضا، دشنت قيادة المنطقة العسكرية السادسة فعاليات المرحلة الثانية من العام التدريبي القتالي والعملياتي والإعداد، بحضور قيادات أركان المنطقة وقادة الوحدات والوحدات الفرعية.
وألقى قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن محمد علي المقدشي كلمة أشار فيها إلى أن «القوات المسلحة تعيش اليوم زخم البناء والتنظيم العسكري الحقيقي المرتكز على الأسس العلمية العسكرية الحديثة».
ونوه إلى أن «المنطقة العسكرية السادسة بكافة منتسبيها كان لهم شرف الإسهام في تجسيد روح التغيير وتطلعات الشعب نحو الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون». المقدشي: منتسبو المنطقة السادسة كان لهم شرف الإسهام في تجسيد روح التغيير وتطلّعات الشعب نحو الدولة المدنية الحديثة والنظام والقانون.. ومؤتمر الحوار يمثل إنجازاً وطنياً يعول عليه اليمانيون رسم ملامح مستقبلهم
واعتبر اللواء المقدشي أن مؤتمر الحوار الوطني «يمثل إنجازاً وطنياً يعوّل عليه اليمانيون رسم ملامح المستقبل المنشود».
وفي حفل تدشين المرحلة الثانية من العام القتلي لمقاتلي المنطقة العسكرية الرابعة، أشار قائد المنطقة اللواء الركن محمود الصبيحي إلى أن عملية تدشين هذه المرحلة لهذا العام «تكتسب من الأهمية والخصوصية ما يميزها عن الأعوام السابقة؛ كون الوطن يمضي بقوة وثبات نحو عهد جديد، والقوات المسلحة تشهد إنجازات تاريخية تسير بها نحو التحديث والتطوير والبناء العسكري النوعي والاحتراف القتالي تلبية لطموحات المؤسسة العسكرية في الارتقاء بمستوى قدرات الوطن الدفاعية».
وفي حفل التدشين لدائرة المشاة، ألقى رئيس هيئة العمليات اللواء الركن عبدربه ناصر الطاهري كلمة تطرق فيها إلى الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد وما يمثله «مؤتمر الحوار الوطني من محطة هامة للخروج بالوطن إلى بر الأمان».
وشدد على أن ذلك «يستدعي من الجميع إلى التحلي بروح الانضباط والتنفيذ الدقيق للمهام الموكلة والعمل بكل تفانٍ من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والوقوف بكل حزم في وجه كل من يحاول العبث بممتلكات الوطن ومقدراته وإقلاق سكينته».
وفي السياق أيضا، دشنت عدد من الألوية في مختلف المناطق العسكرية في الجمهورية، المرحلة الثانية من العام التدريبي 2013، شملت الألوية العسكرية: 17، و119، و 103 مشاة، و 35، و37 مدرع، واللواء 201 ميكا، واللواء 26 ميكا، ولواء الدفاع الساحلي بالحديدة، ولواء النقل الخفيف.
وطبقاً للموقع الإخباري الالكتروني (26 سبتمبر نت) التابع للجيش، فقد ألقيت في احتفالات التدشين كلمات من قبل القادة، أشارت جميعها إلى الأهمية التي تحتلها عملية التدشين في حياة منتسبي القوات المسلحة للوقوف حول طبيعة المهام الماثلة أمام القوات المسلحة في مختلف الأنشطة التدريبية خلال المرحلة الثانية من العام التدريبي 2013.
كما جددت الكلمات العهد بأن مقاتلي القوات المسلحة سيظلون دوماً عند مستوى المسؤولية في تأدية كافة المهام والواجبات المسندة إليهم تجاه الوطن والشعب بكل أمانة وتفانٍ وإخلاص.
وخلال فعاليات التدشين قدمت عروضاً عسكرية مهيبة جسدت المستوى الرفيع والمعنوية العالية التي يتمتع بها المقاتلون.
ومن المناسب الإشارة إلى أن تلك التأكيدات والتعهدات من قادة كبار في الجيش اليمني، تأتي متزامنة (بعد يوم واحد فقط) مع عودة الظهور المثيرة للجيش المصري كطرف حاسم ومؤثر في الحياة السياسية المصرية، من خلال إصداره بياناً شديد اللهجة تضمّن تأكيداً بأنه سيتدخل في حال لم تتوصل الأطراف المتصارعة في البلاد (المعارضة التي تطالب برحيل الرئيس محمد مرسي المنتخب قبل عام لرئاسة البلاد، والمؤيدين لبقائه) إلى حل مناسب يلبِّي مطالب الشعب.
وهدد البيان، الذي صدر عن وزير الدفاع المصري، بأن الجيش سيتدخل بعد مهلة حددها ب"48" ساعة فقط (بدأ سريانها من ساعة صدور البيان مساء أمس الأول الاثنين)، في حال لم يتم التوصل إلى حل مناسب يلبِّي مطالب الشعب.
الأمر الذي أضفى مخاوف المؤيدين للرئيس أكثر من معارضيه، بشأن احتمالية أن تكون قيادة الجيش المصري قد قررت التدخل - بعد انتهاء المهلة المحددة (تنتهي مساء اليوم الثلاثاء) – عبر القيام بعملية انقلاب عسكري لإجبار الرئيس على التنحِّي، الأمر الذي من شأنه أن يعيد مجدداً حكم العسكر بعد عام على انتزاعه من آخر رئيس قادم من المؤسسة العسكرية (محمد حسني مبارك)، الذي كانت أطاحت به الثورة المصرية بعد 18 يوماً من اندلاعها في 25 يناير 2011.