قالت مصادر سلفية في محافظة صعدة شمال اليمن إن أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا في هجمات شنها مسلحون يتبعون جماعة الحوثيين المسلحة ليصل عدد قتلى السلفيين خلال يومين إلى سبعة في أحدث أعمال عنف بين الطرفين منذ إبرام هدنة قبل أكثر من عام ونصف. وذكرت المصادر ان مسلحين حوثيين شنوا هجوماً على محسوبين على السلفيين في بلدة «منبه» الواقعة قرب الحدود مع السعودية، يوم الجمعة، ما أدى إلى مقتل أربعة إضافة إلى وقوع جرحى.
واتهمت المصادر السلفية الحوثيين بفرض طوق عليهم ومنعهم من إسعاف الجرحى، حتى مساء أمس. وقالت المصادر «مليشيات الحوثي استخدمت في هجومها الغادر شتى أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وأمطروا المنطقة بوابل من القذائف».
وكان ثلاثة سلفيين، بينهم طفل، قتلوا عندما أطلق مسلحون حوثيون النار عليهم بعد عودتهم من أداء صلاة العيد يوم الخميس في مركز دار الحديث ببلدة دماج، حيث المعقل العلمي لهم.
وقالت مصادر «إن عدداً من المواطنين تعرضوا لإصابات مختلفة، بعضها خطيرة، فيما ما يزال شخصان مفقودان حتى الآن»، مشيرة إلى أن القتلى هم: «فهد عزيز الوادعي وعبدالله القنم الوادعي وطفل من قرية صحوة عمره اثنا عشر سنة».
وخلال العامين الماضيين، شهدت المنطقة مواجهات مسلحة بين الحوثيين والسلفيين خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب بين عامي 2004 و2010 بين الجماعة، المتمركزة في صعدة، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.
وتشارك جماعة الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي أنطلق يوم 18 مارس الماضي. وتشارك الجماعة، المسيطرة على محافظة صعدة وعدة مناطق في ثلاث محافظات مجاورة، في مؤتمر الحوار ب38 مقعداً، رغم رفضها للمبادرة الخليجية، التي وقعت في نوفمبر 2011، وبموجبها رحل الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الحكم. وتتهم الحكومتان اليمنية والسعودية إيران بدعم الحوثيين، وهو ما تنفيه طهران وجماعة الحوثيين، كما تنفي قيادات حوثية ممارستها أي أعمال عنف في صعدة، وتردد أن من ينشرون أخبار الانتهاكات يريدون تشويه صورة الجماعة.