انطلقت مظاهرات حاشدة في القاهرة ومحافظات مصرية لمؤيدي الديمقراطية ضمن ما سمي ب«أسبوع رحيل الانقلاب» دعا إليها «التحالف الوطني لدعم الشرعية» في مصر تنديداً بالانقلاب العسكري وسقوط آلاف القتلى والجرحى خلال القمع الدموي للاحتجاجات في عدة مدن، وخاصة خلال الهجوم على اعتصامي «رابعة العدوية» و«النهضة»، بينما أعلنت مصادر أمنية وقضائية اعتقال أكثر من ألف خلال 24 ساعة فقط. واعتقلت قوات الأمن المصرية فجر اليوم الأحد 92 من عناصر وقيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وأعضاء بالتحالف في عدد من المدن المصرية، فيما أصدرت النيابة العامة قرارات بحبس 974 آخرين في مدن مختلفة على ذمة التحقيقات في الاضطرابات الأمنية التي وقعت خلال الفترة الأخيرة، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول عن مصادر امنية وقضائية.
وانطلقت مظاهرات ليلية في عدة محافظات مصرية لكسر حظر التجول الذي أعلنته الحكومة الانتقالية التي عينها الجيش بعد انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي الذي صعد إلى منصبه عبر أول انتخابات حرة تجري في البلاد.
ونقل موقع الجزيرة نت عن المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف قوله في صفحته على موقع الفيسبوك إن «فعاليات التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في أسبوع الرحيل قائمة اليوم في كل محافظات الجمهورية، وأيضاً بالقاهرة الكبرى كل المسيرات المتجهة إلى المحكمة الدستورية العليا والتي تنتهي بالمؤتمر الصحفي هناك، غير أنه تم إلغاء الفعاليات المتجهة إلى ميدان روكسي فقط والمؤتمر الصحفي الخاص بها».
وقال ناشطون إن السبب في إلغاء مظاهرة ميدان روكسي يرجع إلى انتشار القناصة أعلى البنايات المحيطة بمكان التظاهر.
وخرجت مظاهرة في مدينة حلوان وفي أحياء مصر الجديدة ومدينة نصر والمعادي والزيتون وعزبة النخل، وفي أكثر من مكان آخر في بالقاهرة.
وقال القيادي في حزب الحرية والعدالة ياسر حمزة إن هناك تعديلات أجريت على أماكن التظاهر تجنباً للأماكن التي تنتشر بها قوات الجيش والشرطة.
وقال مراسل لتلفزيون الجزيرة إن مظاهرات انطلقت للوصول إلى مقر المحكمة الدستورية، مشيرا إلى أن قوات الجيش والشرطة نشرت آليات عسكرية في محيط المحكمة وأغلقت الطرق المؤدية إليها للحيلولة دون وصول المتظاهرين.
ونشر ناشطون على شبكة الإنترنت صورا تظهر انتشار قناصة من الجيش أعلى المستشفى العسكري أمام المحكمة الدستورية، مشيرين إلى وجود عشرات المدرعات العسكرية.
مظاهرات بالمحافظات وفي محافظة الجيزة خرجت مظاهرات في أحياء المهندسين والهرم وأطفيح وغيرها.
أما في الإسكندرية، فقد حاصرت قوات الجيش والشرطة مسجد القائد إبراهيم لمنع خروج مظاهرات منه وألقت القبض على عدد من رافضي الانقلاب العسكري، كما انتشرت قوات خاصة تابعة للشرطة على طريق البحر وأبوقير ومنطقة الشلالات.
وفي محافظة أسيوط أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية والمنددين بالانقلاب العسكري.
وفي مدينة الزقازيق بالشرقية نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية سلسلة بشرية ظهر اليوم الأحد تنديداً «بمجازر الانقلابيين ضد المتظاهرين العزل وتأييداً للشرعية».
وفي محافظة بني سويف دعا التحالف إلى مسيرتين حاشدتين تخرجان من مسجد عمر بن عبد العزيز عقب صلاة العصر وعقب صلاة العشاء.
كما تظاهر الآلاف ضمن فعاليات أسبوع رحيل الانقلاب في شارع النيل بحي الأربعين لدعم الشرعية ورفض الانقلاب والمجازر التي يرتكبها الانقلابيون.
كما خرجت مظاهرات في محافظات المنيا والفيوم وسوهاج وقنا وعدد آخر من المحافظات.
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية قد دعا إلى استمرار أنشطة «أسبوع رحيل الانقلاب»، بتنظيم مزيد من المظاهرات اليوم الأحد في جميع المحافظات عقب صلاة العصر.
وتأتي هذه المظاهرات بعد مظاهرات الليلة الماضية في عدة محافظات منها القاهرةوالإسكندرية التي شهدت تسع مظاهرات، والمنياوأسيوط وبورسعيد والوادي الجديد وشمال سيناء ومرسى مطروح، وذلك في تحد لحظر التجول الذي فرضته قوات الجيش.
مداهمة وجنازة وفي محافظة القليوبية داهمت قوات أمن الدولة مستشفى الرحمة بشبين القناطر قبل فجر اليوم، وذلك لوجود مصابين من مجزرة رابعة في المستشفى، وقامت بتحطيم المستشفى والقبض على الطبيب المناوب والتحفظ على المصابين.
وفي السياق شيّع الآلاف اليوم جنازة عمّار محمد بديع نجل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذي قتل على يد قوات الأمن خلال احتجاجات جمعة الغضب الجمعة الماضية.
وترك عمار زوجة وطفلين، وحضرت والدته مراسم الدفن، لكن لم يتضح مكان المرشد العام الذي صدرت أوامر بالقبض عليه بتهم «التحريض على العنف».