ساد التوتر بلدات محافظة حضرموت شرق اليمن في اليوم الذي عدت إليه قبائل المحافظة إلى تنظيم احتجاجات، في وقت حاولت أطراف مختلفة الاستفادة من تلك الدعوات لصالحها وسط أعمال عنف مناطقية محدودة طالت تجاراً ينتمون إلى المحافظات الشمالية وقتل فيها شخص على الأقل. وكانت قبائل حضرموت دعت إلى ما أسمتها «هبة شعبية» اليوم الجمعة في أعقاب مقتل زعيم قبيلة الحموم كبرى عشائر المحافظة في اشتباكات مع جنود نقطة تفتيش قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وقالت مصادر محلية إن آلافاً ينتمون إلى تيارات مختلفة تظاهروا في مدن المكلا والشحر وتريم رافعين شعارات مختلفة معظمها تدعو إلى تسليم المهام الأمنية في المحافظة إلى أبناء حضرموت وتدين مقتل الشيخ سعد بن حمد بن حبريش.
وذكرت المصادر ان أنصار الحراك الجنوبي في المكلا والشحر رفعوا أعلام دولة اليمن الديمقراطية التي تحكم الجنوب سابقاً قبل توحدها مع الشطر الشمالي عام 1990 في إشارة إلى مطالبهم بالاستقلال، مضيفة ان المظاهرة التي نُظمت في مدينة تريم كانت شبه خالية من الشعارات الانفصالية حتى غروب شمس اليوم.
وفي مدينة سيئون، أقام رجال القبائل حواجز أمنية قالوا إنها لمساعدة الشرطة في حفظ الأمن ومنع أعمال العنف، وينتمي رجال القبائل المسلحون الذين نصبوا الحواجز إلى قبيلة «آل الكثيري»، بينما نصب رجال قبيلة «يافع» حضرموت حواجز معدودة في مناطق القطن والتميمي بتريم.
وكان «حلف قبائل حضرموت» الذي دعا للاحتجاجات شدد على ضرورة التقيد بحفظ الممتلكات العامة والخاصة ومنع أعمال الفوضى والعنف.
وشهدت بعض المناطق هجمات جهوية، حيث أحرق مجهولون سوقاً لبيع نبتة القات في مدينة المكلا وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين البائعين الذين ينتمي معظمهم إلى المحافظات الجنوبية والمهاجمين ما أدى إلى إصابة أربعة، فيما قالت مصادر إن أحد الجرحى ويدعى عمر علي بازنبور توفي متأثراً بجراحه.
وفي منطقة «الشرج» بالمكلا، قال شاهد عيان إن شباناً يعتقد انتماؤهم للحراك الجنوبي هاجموا محالاً يمتلكها تجار ينتمون إلى المحافظات الجنوبية بعد أيام من توزيع إنذارات عليهم تدعوهم لمغادرة حضرموت.
وقال تاجر ينتمي إلى محافظة إب ويعمل في المكلا إن عدداً من العائلات التي تنتمي إلى المحافظات الشمالية منعت أطفالها منذ أربعة أيام من الذهاب للمدارس خشية تعرضهم للاعتداءات على يد عناصر الحراك الذين توعدوهم ب«سلب أموالهم» إذا استمروا في الإقامة بالمدينة.
وهاجم مسلحون مجهولون مدرعة تابعة للجيش في منطقة «الديس» بالمكلا ما أدى إلى انقلاب المدرعة قبل أن يضرموا النار فيها ما أدى إلى اشتعالها بالكامل.
ولم يُعرف ما إذا كان سقط ضحايا في الاشتباكات.
وفي مدينة سيئون، قالت مصادر محلية إن مجهولين أحرقوا محلاً لغسل الملابس يملكه أحد أبناء المحافظات الشمالية.
ونفى سكان والسلطات المحلية في حضرموت أنباء عن سيطرة رجال قبائل على نقاط أمنية، وهي أخبار بثها تلفزيون «عدن لايف» الذي يملكه نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض ويبث من بيروت.
وكانت لجنة كلفها الرئيس عبدربه منصور هادي، ويرأسها نائب وزير الداخلية، أعلنت موافقتها على تنفيذ «المطالب الحقوقية» التي أعلنها حلف قبائل حضرموت والمتمثلة في إيلاء قيادة الشرطة إلى ضباط ينتمون إلى حضرموت و«حضرمة» الوظائف بالشركات النفطية العاملة في المحافظة.