نظ�'م منتدى الدكتور غالب القرشي اليوم الاحد ندوة بعنوان (عدن بوابة التنمية الأولى في اليمن) استضاف فيها كلاً من الخبير الاقتصادي نبيل سعيد غانم، والدكتور حسن ثابت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء وعدد من الأكاديميين ورجال الأعمال. وقد تناول نبيل غانم في ورقته المميزات الاقتصادية التي تتمتع بها مدينة عدن باعتبارها من أقدم الموانئ البحرية في العالم بالإضافة إلى عمقها الاستراتيجي والاقتصادي.
وأكد غانم على أن ميناء عدن يمكن أن يتحو�'ل فعلاً إلى بوابة كبرى للتنمية، للاعتبارات السابقة، ولاعتبار قدرته على استقبال مليون حاوية سنوياً «لكن للأسف لا يستقبل اليوم سوى الربع من هذه الكمية».
وأشار غانم إلى الإقصاء الذي طال أبناء المحافظات الجنوبية وعدن بصفة خاصة، الأمر الذي أدى إلى تراجع أهلية المدينة لاستيعاب التنمية، مضيفاً: «لم تكن لدى النظام السابق الإرادة الحقيقة لتفعيل هذا الميناء وإعلان الهيئة الوطنية لإدارة المنطقة الحر�'ة جاء ترضية للجنوبيين وأوكلت إلى أشخاص لا يعرفون في التجارة والاقتصاد شيء».
واعتبر غانم أن الصفقة التي تمت مع شركة موانئ دبي لإدارة ميناء عدن أثرت بشكل كبير في تراجعها، «لأنهم يدركون أن نهوض ميناء عدن لن يحتاج إلى وقت طويل كالموانئ العالمية الأخرى».
ووضع غانم عدداً من الإجراءات الأساسية لتفعيل المنطقة الحري�'ة ومحاولة النهوض بميناء عدن أهمها الإرادة الصادقة وتوفير بنية تحتية تتمثل في محطة للكهرباء وترميم شبكات الماء والمجاري، وسن تشريعات اقتصادية تسهل إدارة الميناء، واستتباب الأمن، وإعادة الاعتبار لمدينة عدن بصفتها العاصمة الاقتصادية للبلاد.
الدكتور حسن ثابت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء، أشار في مداخلته أيضاً إلى الأهمية التاريخية والاستراتيجية لمدينة عدن، باعتبارها نقطة الوصل بين عدد من القارات وممرات التجارة العالمية.
وأكد ثابت على ضرورة النهوض بميناء عدن، وتوفير ما يلزم لذلك، معتبراً أن الاستقرار السياسي والأمني من أهم أسباب النهوض بالعاصمة الاقتصادية عدن.
وفي تعقيبه أكد الدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى على ما طرحه المتداخلون، معتبراً الأقاليم في إطار الدولة الاتحادية إذا ما تم إقرارها، أمراً غير مزعج ما دام في إطار اليمن الموح�'د، وأن عدن ستكفي اليمن كلها إذا ما أحسنت أدارتها.
العديد من المداخلات، أكدت على أهمية الاستقرار السياسي والأمني، على طريق التهيئة للنهوض بالعاصمة الاقتصادية للبلاد ومينائها العالمي، وأن بناء ميناء قوي لن يكون إلا مع وجود الظهر الحامي وهو اليمن الموح�'د، مطالبين الدولة بالاستفادة من الكوادر الاقتصادية المحلية والمهاجرة.