يعاني سكان مدينة صعدة من ضعف وتدني مستوى الخدمات الكهربائية التي تقدمها محطة كهرباء صعدة بفعل انقطاع التيار غالبية الوقت عن الأحياء والحارات في المدينة، حيث لا تتجاوز ساعات الإنارة 54 ساعة في الأسبوع من إجمالي 168 ساعة، فيما 114 ساعة كاملة لا يصل فيها التيار لمناطق الاستهلاك إلا لأصحاب الحظوة وذوي القربى في النسب والانتماء السياسي. فالتيار الكهربائي يصل كل ثلاثة أيام لمناطق الاستهلاك: يومين فقط من الخامسة عصراً وأحياناً السادسة إلى الخامسة بعد صلاة الفجر، ويوم إطفاء كامل حتى منتصف الليل، وهكذا منذ عدة شهور، حيث اتخذ مكتب كهرباء صعدة هذه الخطة لتوزيع التيار بمبرر القطاعات القبلية في الطرق الرئيسية التي حالت دون وصول مادة الديزل الخاصة بالمولدات العاملة في محطة الكهرباء وبرغم انتهاء المشكلة وفتح الطرق ووصول الديزل منذ شهر.
إلا أن خطة التوزيع هذه مازالت سارية حتى اليوم وهو أمر مؤسف للغاية، لكن الأشد إيلاماً أن بعض الأحياء والحارات في مناطق الاستهلاك يصلها التيار الكهربائي خلال الفترة المحددة لها متذبذباً وضعيفاً جداً، بحيث لا تقوى اللمبات على الإضاءة، وأحياناً يتذبذب التيار فتزداد قوة الإضاءة لدقائق ثم ما تلبث أن تعود إلى حالتها ولا يستقر التيار إلا بعد الحادية عشرة مساء عندما يكون الناس قد ناموا وبدأوا في النوم.
وأساليب التطفيش هذه تتم بصورة مقصودة من القائمين على التوزيع لأسباب غير معروفة تدعو إلى التعجب والاستغراب، خاصة وأنها مقصورة على أحياء وحارات محدودة سكانها من محافظات أخرى وليسوا من محافظة صعدة، ورغم الشكاوى المستمرة إلى مسؤولي كهرباء صعدة بذلك إلا أنهم لا يعطون أي اهتمام ويختلقون مبررات كثيرة، منها أن الطاقة التوليدية لمحطة كهرباء صعدة غير ملبية لاحتياج مناطق الاستهلاك، وأن الشبكة الكهربائية أضحت تالفة وفاقد التيار كبير فيها بالرغم أن الدولة أولت من خلال وزارة الكهرباء ومؤسسة الكهرباء اهتماماً كبيراً بمحطة كهرباء صعدة من خلال رفدها بمولدات إضافية وإصلاح بعض المولدات العاطلة خلال الفترة الماضية، بحيث أضحت الطاقة التوليدية المنتجة من محطة كهرباء صعدة منذ عدة شهور قرابة 8 ميجاوات، كما اعتمدت شبكة كهربائية متكاملة لمدينة صعدة وضواحيها بتكلفة تزيد عن 340 مليون ريال وصلت إلى صعدة المرحلة الأولى منها (النصف) واستخدمت لإصلاح الشبكة الكهربائية وإحلالها في الضواحي البعيدة والقريبة من عاصمة المحافظة، ولم يتم إحلال الشبكة الجديدة بدلاً عن التالفة في أحياء وحارات مدينة صعدة بالرغم من أولويتها ومازالت الشبكة على حالها السابق باستثناء الأحياء القديمة التي تم إحلال الشبكة فيها قبل سنوات في عهد الإدارة السابقة.
فشل إداري وفني: والملاحظ أن قصور وتذبذب التيار الكهربائي في كثير من أحياء مدينة صعدة والذي خلق معاناة لدى السكان وسخطاً كبيراً غير مرتبط بالإمكانيات والقدرات المتاحة والطاقة التوليدية، وإنما نتاج فشل إداري وفني قائم. فإدارة مكتب كهرباء منطقة صعدة مهمشة لا تقوى على أي عمل والفريق العامل في تشغيل المحطة والتوزيع جديد لا يمتلك كفاءة فنية للعمل وتتحكم به المزاجية والأهواء والانتقائية واتخاذ هذه الخدمات لكسب ولاءات أو ثمن لولاءات قائمة من وجهة نظر العاملين في الكهرباء، غير مدركين بأنها من جانب آخر تثير السخط والكره من الآخرين بسبب أساليب التمييز هذه التي تخلق معاناة لديهم، والواقع أن خدمات الكهرباء وخطة التوزيع في مدينة صعدة لا يعكس سوى أمرين لا ثالث لهما: إما أن يكون المكتب اتخذ هذه الإجراءات كذريعة للضغط على وزارة الكهرباء ومؤسسة الكهرباء لرفد المحطة بطاقة توليدية جديدة، خاصة وأنهم يؤكدون أنها لا تلبي احتياج مناطق الاستهلاك، أو أن الفريق العامل في المحطة والتوزيع غير ملم فنياً بأي شيء ويعمل بصورة عشوائية قد تؤثر على إمكانيات وقدرات المحطة، ومن الملفت للنظر أن الإدارة السابقة كانت تقدم خدمات كهربائية مستقرة غالبية اليوم لمناطق الاستهلاك طوال سنوات طويلة بالاعتماد على طاقة توليدية إنتاجية لا تزيد عن (3,5 – 4 ميجا وات) فقط والمؤسسة العامة للكهرباء تعرف ذلك جيداً.
رؤية ومعالجات: فيا ترى أين يكمن الخلل.. ومن المسؤول عن هذا التلاعب والعبث! ونطالب وزارة الكهرباء ومؤسسة الكهرباء التدخل وإيفاد طاقم فني للعمل في محطة صعدة في مجال التشغيل والتوزيع، لخلق خدمات كهربائية مستقرة وبحجم الدعم والجهود والإمكانيات المبذولة لمعالجة قصور الطاقة الكهربائية بصعدة ولو بصورة مؤقتة حتى استقرار الخدمات، وفهم الطاقم العامل في المحطة للطرق الصحيحة للتشغيل والتوزيع.
واقترح على محافظ صعدة فارس مناع الخروج ذات ليلة للتأمل عن كثب على واقع الخدمات المقدمة في مجال الكهرباء، وأناشد مكتب كهرباء منطقة صعدة بتحويل بعض ساعات الإنارة من بعد منتصف الليل إلى الفترة الصباحية أو النهار فلا حاجة للنائمين في غسق الليل إلى كهرباء، والله سبحانه جعل الليل سباتاً والنهار معاشاً.