الساخرون فاكهة بين شعوبهم، إنهم يصنعون من الألم ابتسامة تدفع اليأس وتفتح للأمل أبواباً والسخرية قدرة على التعملق فوق خطوب الحياة، فالساخر أكثر الناس ممتلئ بالحزن. مؤخراً صدر كتاب “ النكتة في الثورة اليمنية” سياسة ساخرة. للزميل الصحفي منصور الجرادي جمع فيه من أفواه الناس النكات التي أطلقوها في أيامهم العصيبة في سنة ثورة فبراير وامتدادها من السنوات التالية ورغم صعوبة الأيام كما يشير الكاتب التي كتبت أو قيلت “في ظروف غاية في الصعوبة مر بها اليمنيون وتفنن مؤلفوها في صياغتها، رغم أصوات الرصاص ومشاهد القتل اليومي الذي عايشوه وشاهدوه عبر شاشات التلفزيون أو على أرض الواقع في الساحات والأزقة والشوارع”. جنباً إلى جنب مع النكتة السياسية حضرت شخصيات سياسية سواء من المعارضين أو من السلطة أيام الثورة وما بعدها وكانت أحداث مثل مراوغات صالح في تقبل التغيير وتوقيع المبادرة ومؤتمرات الجندي وحال الكهرباء ودور الحوثي وانشقاق الجيش وجمعة الكرامة وغيرها. جاء الكتاب في 114 صفحة، من القطع المتوسط، مبرزاً دور سلاح السخرية التي يستخدمها اليمني للمواجهة في معاركه المصيرية وهو أهم الأسلحة لإسقاط هيبة الخصم. أدعكم مع بعض النكات التي نقلها الكتاب فتذكرها من سمعها ويبتسم لها من سمعها للمرة الأولى ففي الثورات تصبح كل تحركات الشعوب تاريخاً يجب توثيقه: بعد سفر صالح إلى السعودية بحث أنصاره عن تسمية لجمعتهم فكانت، بابا فين؟ ولأن صالح كان متمسكاً بالسلطة بعد أن كان الاتفاق تسليمها إلى نائبه تقول النكتة: عاجل: الرئيس اليمني يعلن عن قرار تعيين نفسه نائبا لرئيس الجمهورية كي يتسلم السلطة وفقا للمبادرة الخليجية. الجندي: جائزة نوبل للسلام كانت مخصصة للرئيس صالح وكان مكتوباً خلف المدالية لكن توكل كرمان أخذتها منه والسبب في ذلك اللقاء المشترك الذي قام بمسح الكلام خلف الميدالية. إعلام الرئيس: علي صالح يعود إلى أرض الوطن وسط احتفال مهيب حيث استقبله كل الشعب اليمني، 25 مليون في مطار صنعاء الدولي. بيان الحكومة الجديدة: دعونا ننسى الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي ولنرتكب أخطاء جديدة. بعد حادثة مقتل أمان والخطيب انتشرت هذه العبارة ملصقة في الزجاج الخلفي للسيارات: إنتبه في السيارة شيخ مسلح.