أفرج مسلحون قبليون مساء يوم السبت عن طبيب أوزبكي بعد أسبوع من اختطافه من مشفى حكومي في محافظة مارب شمال شرق اليمن. وزود مصدر قبلي ل«المصدر أونلاين» بخطاب رسمي موقع من مدير عام شرطة محافظة مارب العميد حميد الضراب يطلب من وزير الداخلية «كف الخطاب» عن الخاطفين بعد التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن الأوزبكي.
واختطف مسلحون قبليون الأحد الماضي الطبيب الأوزبكي «ساليف مؤمن جون» (57) عاماً يعمل فنياً للتخدير في المستشفى الحكومي وسط مدينة مارب.
ويقول الخطاب الرسمي ان الطلب جاء من الزعيم القبلي (علي مبارك الطاهري) الذي قاد الوساطة، وتوصل مع الخاطفين إلى إفراجهم عن الطبيب الأوزبكي مقابل «كف الخطاب».
و«كف الخطاب» هو اصطلاح متداول في أوساط رجال القبائل، يعفي من الملاحقة والمحاسبة مقابل الإيفاء بوعد قطعوه أمام الوساطة.
والخاطفون هم (أحمد فلاح سعيد أحمد طعيمان، علي فلاح سعيد أحمد طعيمان، وذياب فلاح سعيد طعيمان)، وزعمت الورقة المرسلة من مدير شرطة مارب لوزير الداخلية ان المدعو (ذياب طعيمان) بعدم مشاركته بعملية الاختطاف.
وأضاف خطاب مدير الشرطة «الخاطف الأساسي هو (أحمد فلاح سعيد طعيمان) مختل، ويعاني من حالة نفسية».
وأكد الزعيم القبلي علي مبارك كليب الطاهري الذي قاد الوساطة في تصريح ل«المصدر أونلاين» ان الافراج عن الطبيب الأوزبكي تم بموجب الاتفاق مع الخاطفين دون شرط او قيد مقابل «كف الخطاب».
وأوصلت قوات عسكرية الطبيب الى مشفى مأرب العام، ونظم الأطباء والعاملين في المشفى احتفالاً، وأطلقوا الألعاب النارية بمناسبة الإفراج عنه.
وكانت حملة عسكرية من اللواء 312 مدرع المرابط في مديرية صرواح مدعمة بتعزيزات أخرى من المنطقة العسكرية الثالثة بمارب طوقت بلدة «الزور» في مديرية «صرواح» التي ينتمي إليها الخاطفون.
وتعهد وجهاء البلدة للحملة العسكرية بضبط أي من الخاطفين الستة التي أعلنت وزارة الداخلية عن أسمائهم إن هم دخلوا «الزور».
وأضافت انهم سلموا اثنين من أبناء البلدة إلى الحملة العسكرية ك«رهينا» ضماناً لتعاونهم مع السلطات الحكومية.
وحصل «المصدر أونلاين» على أسماء «الرهينين» وهما «عبدالله محمد التام طعيمان، ودرهم فلاح طعيمان»، والأخير هو شقيق الخاطفين لكن ليس له علاقة بالعملية.
ولم يعرف بعد مصير الرهينتين عقب الإفراج عن الطبيب، لكنه من المرجح أن يطلق سراحهم.
واختطاف الأجانب ظاهرة شائعة في اليمن، إذ يعمد رجال قبائل أو جماعات مسلحة على تنفيذ عمليات اختطافهم لمقايضتهم بمشاريع إنمائية أو مبالغ مالية، أو لتلبية مطالب خاصة لدى الحكومة.
لكن تنظيم القاعدة استغل ذلك لاختطاف أجانب والحصول على مبالغ مالية كبيرة لإطلاق سراحهم، واتسمت العديد من الاختطافات التي حصلت في غضون العامين الأخيرين بطابع الغموض، لجهة تحديد الجهة الخاطفة أو تفاصيل مفاوضات تحريرهم، والتي تمت بعضها بوساطة خارجية.