قالت مصادر طبية وأمنية إن 36 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة بنغازي بشرق ليبيا بينهم الكثير من المدنيين في اشتباكات بين القوات الخاصة الليبية واسلاميين متشددين ليلة السبت وصباح الأحد. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن 23 عاملا مصريا قتلوا في العاصمة طرابلس إثر سقوط صاروخ على مسكنهم يوم السبت أثناء اشتباكات بين ميليشيات تتنازع للسيطرة على الميناء الرئيسي في المدينة.
وسقطت ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين فريسة لأسوأ أعمال عنف فيها منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي مما دفع الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة وتركيا إلى إجلاء دبلوماسييهم.
وفي ظل عجز الحكومة المركزية عن فرض النظام يدور قتال بين اثنين من الميليشيات المتناحرة في ليبيا بينما يحاول الجيش طرد اسلاميين متشددين أقاموا معسكرات على مشارف بنغازي.
وأجلت الولاياتالمتحدة العاملين في سفارتها بطرابلس يوم السبت ونقلتهم برا عبر الحدود إلى تونس تحت حراسة عسكرية مشددة بعد تصاعد الاشتباكات قرب مجمع السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية.
وفي وقت مبكر يوم الأحد تواصل قصف متقطع في طرابلس لكتنه كان أقل بكثير مقارنة بالأيام السابقة. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع خسائر.
لكن الاشتباكات كانت أعنف بكثير اثناء الليل في بنغازي حيث انضمت وحدات من الجيش النظامي والقوات الجوية للواء السابق خليفة حفتر الذي أطلق حملة لطرد المتشددين الإسلاميين من المدينة.
وأبلغ مصدر من القوات الخاصة التي تقاتل الاسلاميين في بنغازي رويترز أن الاشتباكات تشمل طائرات مقاتلة تضرب مواقع المسلحين من أعضاء جماعة أنصار الشريعة وجماعة أخرى في المدينة.
وذكرت مصادر طبية أن 36 شخصا قتلوا وأصيب 65 خلال الاشتباكات التي استمرت اثناء الليل. وأجليت عشرات الأسر من المنطقة التي تقع بين الجانبين هربا من القتال.
ويخشى حلفاء ليبيا الغربيون من أن تنقسم الدولة بين فصيلين رئيسيين من كتائب الميليشيا وحلفائهم السياسيين واللذين يشكل الصراع بينهما عملية التحول في البلاد.
وعبر مندوبون من الجامعة العربية والولاياتالمتحدة ودول أوروبية عن قلقهم من الوضع في ليبيا وقالوا إنها بلغت "مرحلة حرجة" ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وجاء في بيان بعد اجتماع في بروكسل "ينبغي أن تلعب الأممالمتحدة دورا بارزا في التوصل لوقف إطلاق نار بالتنسيق مع الحكومة الليبية وغيرها من الأطراف الداخلية وبدعم كامل من المبعوثين الدوليين."
وانتخب برلماني ليبي جديد في يونيو حزيران وتأمل الحكومات الغربية أن تتوصل الأطراف المتحاربة إلى اتفاق سياسي عندما يجتمع المشرعون في أغسطس آب في أول جلسة لهم.
لكن بعد ثلاثة أعوام من سقوط القذافي تعثرت عملية تحول ليبيا إلى الديمقراطية بسبب الاقتتال السياسي وعنف الميليشيات. كما تستهدف جماعات مسلحة قطاع النفط للضغط على الدولة.