بدا الصراع السياسي واضحاً داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي بات بادياً على السطح في أكثر من مستجد سياسي تشهد البلاد، وأخرها تكليف الدكتور أحمد بن مبارك بتشكيل الحكومة. ويقود الرئيس السابق علي عبدالله صالح، جناحاً في الحزب له مواقف متناقضة مع جناح يقوده الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي (الأمين العام للحزب)، ولم تتوقف حد إيقاف بث تلفزيون اليمن اليوم، وقال حينها مصدر مؤتمري مقرب من هادي ان الإيقاف قرار تنظيمي.
وفي شأن تكليف بن مبارك، بتشكيل الحكومة، وفقاً لقرار جمهوري أصدره الرئيس هادي، سارع الحزب بإصدار تصريح عبر موقع إخباري مقرب من صالح يرفض فيه تكليف بن مبارك، رئيساً للحكومة.
ونقل موقع (وكالة خبر) المقرب من صالح عن الناطق باسم المؤتمر عبده الجندي قوله إن «القرار غير موفق ومستشارو الرئيس أخطأوا».
وقال الجندي «الأمر هنا والموقف لا يتعلق بشخص بن مبارك، ولكن الخطأ الذي وقع فيه مستشارو رئيس الجمهورية أنهم يكررون ما حدث في الماضي».
وأصدر يوم الأربعاء، حزب المؤتمر وحلفائه بياناً دعا فيه الرئيس عبدربه منصور هادي إلى إعادة النظر في اختيار أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة.
وقال البيان إن شخصية بن مبارك «لا تتوفر فيها الشروط المتفق عليها في وثيقة السلم والشراكة الوطنية وكذا المعايير المهنية المتعارف عليها».
وأضاف البيان «ترى اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام والمجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي ان اختيار بن مبارك لرئاسة حكومة الشراكة الوطنية القادمة قد مثل خروجاً على اتفاق السلم والشراكة وكذا قاعدة التوافق العام خاصة في نصوصه المتعلقة بالمعايير الخاصة باختيار رئيساً للوزراء».
واتهم البيان بن مبارك بأنه «لم يكن محايداً ولا مستقلاً وكان متحزباً منذ نعومة اظافره ولازال .. وأخذ مواقف عدائية ومتطرفة تجاه العديد من القوي السياسية على الساحة الوطنية وبالتأكيد تجاه المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وانصاره ومؤيديه».
وتعاضد موقف المؤتمر، مع موقف جماعة الحوثيين المسلحة، التي رفضت تكليف بن مبارك بتشكيل الحكومة، ودعت للاحتشاد في ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة، ويتهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بمساندته للجماعة في السيطرة على العاصمة صنعاء.
ونقل موقع الحزب عن مصدر في الامانة العامة للمؤتمر ان اعتراض النائب الثاني لرئيس المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبدالكريم الارياني على موقف اللجنة العامة للمؤتمر حول قرار تكليف بن مبارك بتشكيل الحكومة يعد رأيا شخصيا لا يعبر عن اللجنة العامة وقيادات احزاب التحالف الوطني.
واعترض الإرياني في مداخلة على تلفزيون العربية، بشأن موقف بيان الحزب وحلفائه برفض قرار تكليف بن مبارك بتشكيل الحكومة.
وقال الموقع نقلاً عن «المصدر في الأمانة العامة» ان اللجنة العامة وقيادات احزاب التحالف الوطني هى المعنية بتحديد مواقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من كافة القضايا الوطنية وفقا للنظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام.
لكنه نفى ان يكون هناك «تناقضاً» في مواقف المؤتمر موضحا بهذا الشأن ان تفويض المؤتمر الشعبي العام لرئيس الجمهورية باختيار رئيس الوزراء الجديد جاء في اطار الشروط المتفق عليها وفي الوقت الذي كان الاخ احمد بن مبارك قد استبعد من قوائم الترشيح.
وقال ان اختيار الرئيس سيكون ضمن قائمة الترشيحات المطروحة في حينه وسيحقق الوفاق ويعزز اجراءات تنفيذ وثيقة السلم والشراكة الوطنية وسيجنب المؤتمر والوطن مزيد من الخلافات والانقسامات، حسب تعبيره.
ونشر الموقع تصريحاً للامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام احمد دغر بمطالبته لبن مبارك بالاعتذار عن تشكيل الحكومة، «حفاظا على الامن والاستقرار في البلاد».