في الوقت الذي أكد فيه أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة مساندة ودعم بلاده ل "اليمن" لاحتضان دورة كأس الخليج ال 20، جاء رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة ليناقض هذا التصريح حين قال "على الرغم من أن النظام الأساسي يمنح الدول مهلة سنة للاستعداد لإقامة الدورة، إلا أنه نظراً للظروف الحالية فإن البحرين تحتاج إلى مهلة 6 شهور في حال اتخاذ قرار إقامة الدورة في البحرين"
التصريحان صدرا من مسؤولين يمثلان أكبر جهتين رياضيتين في البحرين، فالأول يمثل اللجنة الأولمبية في اجتماع رؤساء اللجان الأولمبية وأعضاء المكتب التنفيذي، والثاني يمثل المؤسسة العامة للشباب والرياضة في اجتماع وزراء الشباب والرياضة اللذين عقدا بدولة الكويت قبل حوالي أسبوع.
ويبدو أن مواقف المسؤولين في البحرين مازالت متباينة حول تنظيم خليجي 20 التي تتمسك اليمن باستضافتها حتى الآن بقوة، رغم الأحداث الأمنية المستمرة التي تهدد بقاءها في اليمن.
الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة في البحرين يبدو أنه يتبنى موقف نقل منافسات البطولة إلى البحرين بما أنها الدولة الاحتياط بحسب نظام المداورة، ولقد اتضح ذلك من خلال التصريح الإعلامي الجريء الذي نشر في جميع الصحف البحرينية والذي عبر فيه عن قلقه إزاء تصاعد التوتر الأمني في شمال وجنوب اليمن، موضحاً فيه أن البحرين مازالت تدرس خيار المشاركة في خليجي 20 لأن سلامة رياضييها أهم من المشاركة في البطولات الرياضية، وكأنه يريد أن يضغط تجاه عدم إقامتها في اليمن بشكل غير مباشر.
وقوبل هذا التصريح برد فعل عنيف من قبل المسؤولين الرياضيين في بلادنا الذين اعتبروا ذلك تشكيكاً في قدرة بلادهم على تنظيم العرس الخليجي، واصفين موقف رئيس المؤسسة بأنه لا يعبر عن تضامن البحرين مع اليمن لاستضافة دورة الخليج لأول مرة في بلادهم.
ولكن الشيخ فواز بن محمد عاد مرة أخرى ليثير حفيظتهم مؤخراً عندما أكد قدرة بلاده على استضافة دورة كأس الخليج العربي (20) في حال عدم قدرة الاتحاد اليمني لكرة القدم في توفير الاشتراطات اللازمة لاستضافة الدورة.
وفي الجهة المقابلة فإن أمين عام اللجنة الأولمبية الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة يبدي تضامناً كبيراً مع اليمن في احتضان البطولة الخليجية وهو ما يتناقض مع تصريحات رئيس المؤسسة، مما يوحي بشكل واضح مدى الاختلاف في الموقف البحريني.
ويرى أحمد بن احمد أن تصريحاته لا تعتبر تناقضاً لحديث رئيس المؤسسة، حين قال في تصريح سابق لصحيفة البلاد البحرينية "سألني صحفي كويتي قبيل دخولي قاعة الاجتماعات عن استضافة البحرين لبطولة كأس الخليج، أجبته نحن ندعم اليمن، ولم يصلنا شيء يشير إلى أن اليمن حُرم من استضافة البطولة ونقلت للبحرين، بينما كان حديث الشيخ فواز بن محمد عن قدرة البحرين على الاستضافة في حال اعتذار اليمن عن ذلك، ويجب وضع "ألف خط" تحت العبارة الأخيرة، والتصريحان غير متناقضين أبدا".
ورفض أحمد بن حمد الحديث عن مسألة الأمن في اليمن، موضحاً أن ذلك من اختصاص وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون، فهم من يحددون قدرتها على احتضان البطولة، بينما المسؤولية من الناحية الرياضية هي من اختصاص رؤساء اتحادات كرة القدم، مبيناً أن دخول اليمن في المنظومة الرياضية الخليجية ومسألة استضافتها للبطولة هو قرار صادر من أصحاب الجلالة والسمو ملوك وقادة دول مجلس التعاون.
ورغم تلك التصريحات التي أطلقها، إلا أن الشارع الرياضي في البحرين أصبح يدرك جيداً مدى عدم التنسيق الواضح بالنسبة للمواقف البحرينية بشأن استضافة الدورة، الأمر الذي سيضعف من قدرة المنامة على أن تكون مسرحاً للنسخة العشرين من البطولة الخليجية، فضلا عن احتمال تعكر صفو العلاقة بين الطرفين على مستوى القيادات الرياضية.