الهجوم على الحزب الاشتراكي والجبهة الوطنية، واستدعاء صراعات الماضي في سياق الدفاع عن الوحدة، ومحاربة الانفصاليين أمر مريب، لأن اليمنيين جميعهم إلى حرب 94م، بل إلى ما بعدها بسنوات، وحدويون حتى العظم؛ الأسود والأبيض والصغير والكبير الطالح والصالح يختلفون على كل شيء إلا على الوحدة، ولا أحد باستطاعته أن يقول إن الحزب الاشتراكي أو أعضاء الجبهة الوطنية، من أبناء شرعب والمناطق الوسطى، كانوا انفصاليين. قد نختلف معهم في أشياء كثيرة إلا الوحدة، فقد كانت نشيد الجميع ومبرر وجودهم؛ فلماذا إذاً هذا الهجوم على الاشتراكي والجبهة الوطنية من قبل الرئيس ومسؤولي الحكومة في مهرجاناتهم. وفي سياق الدفاع عن الوحدة ومحاربة الانفصال، ألم يزل الحزب الاشتراكي وحدوياً وصمام أمان يكافح من أجل الوحدة مع أحزاب المشترك من صنعاء حتى الساعة، ويتلقى الضربات علناً من أصحاب الدعوات الانفصالية، ومن السلطة التي سعت لإضعافه من أول يوم وحده لصالح مشروع الانفصال والانفصاليين. اليوم ومع كل صخب السلطة الخانق على الوحدة، لم نر تصرفاً واحداً من الحاكمين يوحي بالرشد والحرص على الوحدة، فهو ذاهب بمشروع التفرد وحلوله الجزئية التي لا تزيد النار إلا اشتعالاً والأوضاع إلا تأزماً على غرار حراس الوحدة ومؤتمرات المجالس المحلية، لتؤكد السلطة أنها تستميت في الدفاع منفردة، ليس على الوحدة، وإنما على "التفرد" الذي لا يجتمع بطبيعته مع الوحدة والاستقرار في موطن واحد.