أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية بعد مظاهرة للمستوطنين حاولوا خلالها مهاجمة فلسطينيين لدى مرورهم عبر الحاجز، يأتي ذلك عقب مقتل أربعة إسرائيليين وجرح عشرة آخرين في عمليتين ببيت لحم وتل أبيب باركتهما الفصائل الفلسطينية. وقال الناشط الحقوقي في جمعية حاخاميين لحقوق الإنسان الإسرائيلية زكريا السدة في اتصال بالجزيرة نت إن مجموعات من المستوطنين تظاهرت قرب الحاجز احتجاجا على تدهور الأوضاع الأمنية عقب عمليات الخميس. من جهته، أفاد مراسل الجزيرة نت في نابلس عاطف دغلس بأن قوات الاحتلال أغلقت عددا من المناطق شمال الضفة الغربية، ونصبت العديد من الحواجز الطيارة عند مفترقات الطرق جنوب نابلس وشمال سلفيت وجنوب مدينة جنين. وتوقعت مصادر فلسطينية أن تشن القوات الإسرائيلية عمليات اقتحام وإغلاق لمدن ومناطق بالضفة الغربية ردا على العمليات الفلسطينية. قتلى وجرحى وتأتي هذه التطورات عقب مصرع أربعة إسرائيليين في عمليتين، الأولى في تل أبيب حيث نفذ فلسطيني عملية طعن في كنيس داخل مجمع بانوراما جنوب تل أبيب، مما أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين وجرح ثالث، بينما تمكنت الشرطة من اعتقال المنفذ. وقالت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري إن عملية الطعن جرت في الطابق الثاني من المبنى، وأسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين، وإصابة شاب آخر إصابة متوسطة، ونقل الجريح إلى مستشفى أخيلوف بتل أبيب. وأضافت أن المنفذ "أصيب إصابة متوسطة واعتقل"، وعرفت عنه بأنه شاب يدعى رائد خليل محمود وعمره 36 عاما من مدينة دورا الخليل جنوبيالضفة الغربيةالمحتلة، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال. أما العملية الثانية فقد قام خلالها فلسطيني بإطلاق النار من رشاش عوزي -وهو بندقية من صناعة إسرائيلية- كان معه، فأصاب ثلاث سيارات قرب مجمع غوش عتصيون على الطريق الرئيسي بين بيت لحم والخليل، مما أسفر عن مقتل إسرائيليين اثنين، أحدهما يحمل جنسية أميركية وإصابة عشرة بجروح متفاوتة. وحاول الشاب أن يواصل إطلاق النار بعد أن اصطدمت سيارته بسيارة أخرى، إلا أن المتواجدين هناك تمكنوا من السيطرة عليه وتسليمه للشرطة. وفي غضون ذلك، قتلت الشرطة شابا فلسطينيا داخل سيارته بعد أن ظنت أنه مشارك في العملية، لكن تبين لها لاحقا أن لا علاقة له بالهجوم. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 91 شهيدا، بينهم 18 طفلا وأربع سيدات، من بينهم 72 شهيدا بالضفة الغربية، فيما استشهد 18 في قطاع غزة، إضافة إلى شهيد من النقب. الفصائل تبارك من جهتها، باركت فصائل فلسطينية العمليتين بتل أبيب وبيت لحم، مؤكدة أنهما رد على جرائم الجيش الإسرائيلي، وأنهما استمرار لهبة القدس. وبارك المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية حسام بدران العمليات، وقال إن "الشعب الفلسطيني يصر على تحدي الإجراءات الإسرائيلية التي تحرمه من مواراة أبنائه الشهداء الثرى". كما أشادت حركة الجهاد الإسلامي بعمليات الخميس، وقالت إنها "تؤكد استمرار انتفاضة القدس رغم إرهاب الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات وأد الانتفاضة". من جهتها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عودة زخم العمليات وتنوعها "هو تأكيد أن الشباب الفلسطينيين مصممون على الاستمرار في مقاومته وانتفاضته حتى دحر الاحتلال". كما وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عمليتي الخميس ب"البطوليتين"، قائلة إنهما "رد طبيعي ومشروع على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة".