طالب الخميني امريكا في مراسلاته السرية التي تم كشفها من ارشيف المخابرات البريطانية بأن تعمل على تحييد وحدات جيش الشاة أمام ثورته مقابل تطمينهم بالحفاظ على مصالح الامريكان في ايران و توعد باستمرار بيعه النفط لامريكا. تم استنساخ نفس التجربة في اليمن لنحاول أن نفهم جزء من التحالفات و الاتفاقات التي دفعت السفير الامريكي السابق باتجاه تحييد وحدات الحرس الجمهوري من الوقوف أمام تمدد مليشيا الحوثي القادمة من صعدة حتى العاصمة صنعاء و ما بعدها...
هذا يكشف ان مصطلح ( الاطراف المتصارعة ) و التي رددها المبعوث الاممي بن عمر في حينه مع جوقة عيال المنظمات لم تكن الا ضمن الاتفاق لاستنساخ تجربة خميني جديد في جنوب الجزيرة العربية و في جغرافيا تُعد ضمن أهم عشر دول من الناحية الجيوسياسية.
استلم الامريكان قضية هيكلة الجيش و الامن و موقف الامريكان حينها كان رفض الهيكلة لوحدات الحرس الجمهوري في حينه باعتبارها قوة مدربة امريكيا يجب ان لا يتم دمجها مع وحدات أخرى ، وقتها كان صراخ الحوثي و تنديده بمشروع الهيكلة غامض و قدمها باعتبارها مؤامرة امريكية ...
هل كان الحوثي يحاول حماية اتفاقه مع الامريكان في تحييد وحدات الحرس الجمهوري من اعتراض خطتهم التي التزم بها الامريكان برفضهم الضغط باتجاه هيكلة وحدات الحرس و اكتفو بتغييرات في مستويات قيادية عليا فقط و كانت هذه بمثابة ضمانه لهم للوصول الى صنعاء و اسقاط النظام السياسي و الدولة و تبنى طرف محلي تضليل الجوار من خطورة الوضع بتقديم ذلك كله باعتبارها خطة لضرب الاخوان كما تم تسويق الخطة باعتباره حرب محدودة و لأهداف مشتركة مسيطر عليها معتمدين في ذلك على فوبيا الانظمة الخليجية الذي تزايد من الحركات و الاحزاب ذات الخلفيات الاسلامية في انتفاضات و ثورات الربيع العربي و بروز دور حركات الاسلام السياسي فيها .
لماذا لم يعترض الامريكان على مليشيا الحوثي في تدميره لوحدات الحرس الجمهوري و نهب سلاحه و ابتلاعه بعدما سيطرو على العاصمة و اتجهو نحو بقية المحافظات الشرقية و الجنوبية ؟؟؟
عفاش كان دوره هو المحلل الشرعي لمشروع الامريكان في اليمن و الذي ساهم في تعريض امن الاشقاء الى مخاطر و تحديات وجودية في مرحلة حساسة لن يغفروها له و لم يعد محل ثقة لهم مستقبلا .