حذر مجلس تحالف قبائل مأربوالجوف من تحول محافظة مأرب إلى "صعدة أخرى" إذا ما استمرت العمليات التي تقوم بها الدولة وعناصر تنظيم القاعدة، متهماً الطرفين بالسعي "لإشعال الحرائق" في مأرب ومدها للمحافظات المجاورة. وقال بيان صادر عن المجلس اليوم الجمعة تلقى "المصدر أونلاين" على نسخة منه: "نتهم الدولة وعناصر القاعدة بنوايا مبيتة لإشعال الحرائق في محافظة مأرب وامتدادها للمحافظات المجاورة الجوف وشبوة". واعتبر ما يقوم به عناصر القاعدة من عمليات وما تقوم به الدولة من ضربات - وجميعها ضد أبرياء - ستجعل من مأرب صعدة أخرى".
وأضاف "نعتبر أنه لا تفسير لما يحدث إلا أنه إما تكامل جهود أو تلاقي مصالح بين طرفي الأزمة، وأياً كانت الحقيقة فالنتيجة واحدة وهو ما نحذر من خطورته، وندعو القوى الوطنية إلى إدراكه".
ودان المجلس بشدة ما وصفها ب"المسرحية الهزيلة" التي تدور في مأرب، والضربات التي تطال الأبرياء، محذراً من لجؤ القبائل إلى الدفاع عن أنفسهم ، وقال "إن التمادي في هذا سيجعل القبائل يتخذون قراراً بالدفاع عن أنفسهم ومقابلة الدم بالدم والهدم بالهدم والبادئ أظلم".
وإذ أكد أن مأرب لن تكون ملاذاً للإرهاب، وأنها ستظل منبعاً للخير والعطاء والتسامح، حذر مجلس تحالف قبائل مأربوالجوف من أنه إذا لم يتم تدارك الأمر بقرار سياسي فإن القبائل قد تتخلى عن مسؤوليتها وتدع القاعدة تسيطر على مأرب والحوثيين يسيطرون على الجوف!.
وقال البيان "نحذر من أن محافظة مأرب الآن تغرق, وإن لم يتم إنقاذها بقرار سياسي أو تدخل إقليمي ودولي فإن القبائل قد تتخلى عن مسؤلياتها وتدع القاعدة تسيطر على مأرب وأنصار الله (الحوثيين) يسيطرون على الجوف, ومن أنذر فقد أعذر.
وأعلن المجلس رفضه القاطع لأعمال "التطرف والإرهاب"، وإدانته لإيواء أي عناصر خارجة عن القانون من قبل أي شخص كان.
واستنكر التحالف ما ورد في البيان المنسوب لجماعة القاعدة بشأن استدراج نائب محافظ مأرب، واعتبر البيان ذلك "غير أخلاقي, سواء صحّت نسبته للقاعدة أو سربته أجهزة السلطة".
وقال إن "إدعاء استدراج الوسيط والغدر به لا يقره دين ولا عرف ولا أخلاق وأكبر خيانة هي نقض العهود والغدر بالوسطاء وبطولات من هذا النوع تثير الاشمئزاز, ولا تشرف من يقوم بها كما أن لغة التهديدات لا جدوى منها".
وأضاف "فالشرفاء من القبائل في مأرب لا تخيفهم التهديدات الفجة ولا ترعبهم العمليات البشعة فهم يعيشون في أجواء الرعب والقتل والقتال من المهد إلى اللحد, وكل ما يحكم سلوك وتصرفات الشرفاء منهم هو تعاليم الإسلام السمحة والأعراف النبيلة وأخلاق الرجال في العداوة والخصومة".
وتزايدت حدة التوتر في محافظة مأرب بين السلطات الحكومية ورجال القبائل بعد مقتل نائب المحافظ جابر الشبواني في غارة جوية الاثنين قبل الفائت.
واتهم الرئيس علي عبدالله صالح جهات داخل وادي عبيدة بالخيانة والتسبب في مقتل الشبواني، وقال إن التحقيقات جارية حول ملابسات الحادثة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تلاحق الجناة أولاً بأول.
وكانت مصادر محلية قالت ل"المصدر أونلاين" في وقت سابق إن قوات الجيش قصفت ليل أمس الخميس بالمدفعية منزلاً لجأ إليه القيادي في تنظيم القاعدة محمد بن جميل في منطقة الحدباء بوادي عبيدة التابع لمحافظة مأرب.
وأصيب 20 شخصاً بينهم 11 جندياً في مواجهات اندلعت الأربعاء بين قوات الأمن ومسلحين يعتقد أنهم أتباح أحد أعضاء القاعدة، في مدينة مأرب، حين خرجت حملة عسكرية إلى منطقة حسن العقيلي المتهم بقتل العقيد محمد صالح الشائف أركان حرب اللواء 315 الذي تعرض لكمين مسلح السبت الماضي وأدى إلى مقتله واثنين من مرافقيه.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت السلطات المحلية في مأرب أن اثنين من قيادات تنظيم القاعدة (حمزة الضياني و غالب الزايدي) سلمت نفسها للمحافظ ناجي بن علي الزايدي، مضيفة أن تسليمهم لأنفسهم جاء "بعد تضييق الخناق على عناصر القاعدة والضربات الموجعة التي تلقتها في الآونة الأخيرة".