أخيراً بعد طول عناء وشكاوى مريرة؛ بدأت أنباء الانتهاكات والاعتداءات المزمنة وأعمال القرصنة التي يتعرض لها الصيادون اليمنيون في المياه الإقليمية لليمن من قبل جهات عدة مختلفة سواء البحرية الأرتيرية وسفن الصيد العالمية،أو القراصنة الصوماليين، أو القوات الدولية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن؛ بدأت أنباء الاعتداءات تتسلل إلى أسماع المسؤولين المختصين ويعترف بها ضمنياً كمشكلة قائمة؛ وبالتالي أخذت تلقى صدى لها في وسائل الإعلام الرسمية. ومنذ بداية الأسبوع الجاري ظلت الصحف والمواقع الالكترونية تلك تتناقل خبر مطالبة اليمن بضرورة إيجاد آلية للتحقيق في الحوادث التي تعرض لها الصيادون اليمنيين نتيجة تعرضهم لنيران القوات البحرية المتواجدة في المياه الدولية قبالة سواحل الصومال وتعويض الضحايا جراء ما تعرضون له من خسائر مادية وبشرية.
وأوردت أن نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة عبدالله علي فضل السعدي عبّر في كلمة اليمن أمام الاجتماع السادس لمجموعة الاتصال المعنية بمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال الذي عقد بمقر الأممالمتحدة بنيويورك.. عن أسف اليمن الشديد جراء مقتل عدد من الصيادين اليمنيين في خليج عدن نتيجة تعرضهم لإطلاق النار من قبل القوات البحرية الدولية .. مشددا في ذات الوقت على ضرورة احتواء هذه المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لتلافي تكرار وقوع تلك الحوادث. وفي حين أثنى السعدي على عمليات القوات البحرية الدولية المتواجدة في المياه الدولية قبالة سواحل الصومال وأكد أنها أسهمت جزئيا في الحد من ظاهرة القرصنة في الفترة الأخيرة , نبه في ذات الوقت إلى أن تلك العمليات أضحت سببا رئيسيا في إعاقة قطاع الصيد السمكي في المنطقة.
وأوضح أن الجمهورية اليمنية قد دعت مجددا القوات البحرية الدولية المتواجدة في المياه الدولية قبالة سواحل الصومال إلى توحيد قواعد الاشتباك في هذه المياه من اجل الحفاظ على حياة الصيادين وسبل عيشهم ورغم ذلك مازال الصيادون اليمنيون يتعرضون مع الأسف لنيران تلك القوات. إلى ذلك قالت مصادر مطلعة إن قراصنة أرتيريين اختطفوا 116 صياداً يمنياً خلال الأسبوع الماضي، بعد أقل من 10 أيام على اختطاف 69 صياداً يمنياً كانوا على متن 10 قوارب صيد في المياه الدولية. وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن 47 صيادا كانوا على متن هذه القوارب التي اقتادها القراصنة إلى منطقة عد الارتيرية ومصادرة محتويات القوارب مع معداتها. وأعاد القراصنة 47 صيادا يمنيا على متن قارب واحد في حين صادروا بقية القوارب الخمسة مع معداتها.
ووصل الصياوين حسب وزارة الداخلية على متن القارب الذي يحمل رقم 1416 إلى ميناء الاصطياد بمحافظة الحديدة.
وكانت مصلحة خفر السواحل اليمنية اعلنت الايبوع الماضي عن اختطاف قراصنة اريتريون 10 قوارب صيد يمنية من المياه الدولية
وقالت خفر السواحل إن القراصنة اقتادو الصيادين الذين كانوا على متنها والبالغ عددهم 69 صياداً تحت تهديد السلاح إلى منطقة عد الإريترية .
وقالت شرطة خفر السواحل بمحافظة الحديدة أن القراصنة الإرتريين قاموا بمصادرة القوارب مع معداتها ,ثم رحلوا الصيادين اليمنيين على متن أحد القوارب العشرة الذين احتجزتهم أثناء وجودهم في منطقة المياه الدولية.
وكان تقرير رسمي كشف عن احتجاز السلطات الارترية 384 قارب يمني منذ عام 2006 وحتى الربع الأول من العام الجاري 2010.
ووفقا للتقرير، فقد بلغت القيمة الكلية لقوارب الصيد التقليدي التابعة لصيادي البحر الأحمر المحتجزة لدى السلطات الاريترية مع محركاتها ومعداتها 897500500 ثمانمائة وسبعة وتسعون مليون وخمسة مائة ألف وخمسمائة ريال. ووصل عدد الصيادين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب احتجاز قواربهم 3799 صياد تقليدي يمني.
وطالب الاتحاد التعاوني السمكي في اليمن ، الحكومة من خلال رسالة رفعها إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور بالتفاهم مع الجانب الاريتري حول إطلاق القوارب والمحركات والمعدات التابعة للصيادين اليمنيين . ودعا الاتحاد إلى تشكيل لجنة فنية يمنية ارتيرية تضع آلية وشروط يسمح من خلالها للقوارب التقليدية اليمنية بالاصطياد . وطلب الاتحاد التعاوني السمكي من رئيس الحكومة توجيه الجهات ذات العلاقة بسرعة العمل على حل الأشكال القائم الذي أدى إلى الأضرار بالصيادين والاقتصاد الوطني في السياق ذاته قال عبد الله عوض باسنبل وكيل وزارة الثروة السمكية في اليمن إن قطاع الثروة السمكية يخسر مابين 300 إلى 350 مليون دولار تقريبا سنويا جراء تعرض الصيادين اليمنيين لاعتداءات القراصنة الصوماليين في البحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر .
وأوضح في تصريح خاص لموقع"26 سبتمبرنت " أن الوزارة تتلقى العديد من البلاغات لصيادين يمنيين يشكون من أعمال سلب ونهب واستيلاء على قواربهم ومعدات اصطياد من قراصنة صوماليين , كما تتلقى شكوى أخرى تعرضوا لقرصنة من قوارب هندية وباكستانية وأوكرانية وجنسيات أخرى , حيث تقوم تلك القوارب بالاعتداء عليهم والنهب وسلب ممتلكاتهم ..
منوها إلى أن أكثر المناطق خطرا لاعتراض الصيادين اليمنيين من قبل القراصنة الصوماليين حسب بلاغاتهم تتمحور غرب جزر عبد الكوري وأرخبيل سقطرى
وأضاف باسنبل : إن أعمال القرصنة في خليج عدن والبحر العربي باتت تهدد مصدر رزق أكثر من 40 ألف صياد يمني يعتمدون في معيشتهم وإعالة أسرهم على الصيد وتستهدف بدرجة أساسية الصيادين التقليديين كون الوسائل المستخدمة في حركتهم قوارب صيد صغيرة , لذا فإن الوزارة لم تتلق إلى الآن إي بلاغات عن أعمال قرصنة تستهدف سفن الصيد الصناعية
وفي نفس السياق أشار باسنبل إلى أنه تم تسجيل اعتداءات من الجانب الاريتري على الصيادين اليمنيين حيث تم تسجيل 70 خرقا خلال الفترة الماضية نتيجة وذلك لعدم التزامهم بقرار التحكيم الدولي فيما يتعلق بموضوع الصيد التقليدي والسماح للصيادين اليمنيين بالاصطياد في المناطق المحددة في قرار التحكيم .. لافتا إلى أنه تم تشكيل لجنة من وزارة الثروة السمكية والمكتب الفني للحدود وبعض الجهات ذات العلاقة للنظر في تلك الاعتداءات من قبل السلطات الاريترية ووضع حد لهذه الاعتداءات