قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن أنطونيا كالفو بويرتا أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بإيجاد حل سلمي للنزاع، مضيفة أن الرئيس عبدربه منصور هادي هو آخررئيس منتخب في اليمن. جاء ذلك في جلسة علنية عقدت بمقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل حملت عنوان "إعادة تصور اليمن" تحدث فيها وحضرها عدد من الدبلوماسيين والسياسيين والبرلمانيين الأوروبيين وجمع من الخبراء والمختصين في الشأن اليمني، بدعوة من كتلة "الاشتراكيين والديمقراطيين" ، ثاني أكبر الكتل في البرلمان الأوروبي.
من جهته، اعتبر رأفت علي الأكحلي وزير الشباب والرياضة الأسبق أن أخطر ما تواجهه اليمن جراء هذه الحرب هو فقدان الأمل في أوساط اليمنيين، منوهاً الى أن الحرب "لم تكتفِ بحصد الأرواح بل تسرق مستقبل الأجيال القادمة".
ودعا الأكحلي إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي في ثلاثة مسارات متوازية، مسار وقف الحرب والوصول إلى اتفاقية سلام مستدامة، ومسار الإغاثة الإنسانية العاجلة لإنقاذ الملايين في اليمن من المجاعة المحدقة، ومسار دعم قدرات المجتمعات المحلية على التكيف والصمود عبر تدخلات عاجلة.
كما دعت مسؤولة مجموعة الأزمات الدولية في اليمن "ابريل الي" إلى تحقيق هدنة اقتصادية والتنسيق بين البنكين المركزيين في صنعاء وعدن.
وحذر فارع المسلمي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، من مخاطر تفاقم الوضع الإنساني والإقتصادي قائلاً إن "توقف صرف رواتب الموظفين قد ترك أثراً مدمراً في اليمن أكثر مما تركته الحرب ذاتها". كما دعا إلى تبني قرار دولي جديد يلتزم بالسلام وليس الحرب فقط، مؤكدا على ان إنهاء حرب اليمن أسهل حتى من إنهاء حربي ليبيا وسوريا في حال توفرت الرغبة الدولية الجادة لذلك. ووصف الجهود الدولية الحالية ب"جهود إدارة الحرب بدلاً من إنهائها". ودعا الى الضغط من أجل تحييد ميناء الحديدة عن الصراع من خلال تسليم إدارته للقطاع الخاص ووقف فتح معركة محتملة هناك.
وقال نائب رئيس كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الاوروبي فيكتور بيستنارو أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه الاستمرار بالصمت تجاه اليمن مضيفاً "لا بد من أن نضغط نحو وقف إطلاق النار بشكل فوري".
وتعد هذه الجلسة الأولى من نوعها في ظل تنامي الاهتمام الأوروبي تجاه اليمن وتحركه بشكل أكثر كثافة في الفترة الأخيرة، ويأتي أيضاً بعد أسابيع قليلة من عقد مؤتمر في جنيف حٌشد فيه أكثر من مليار دولار للأعمال الاغاثية في اليمن.
وقد تبع الجلسة لقاءات مغلقة لكبار المنظمات الإنسانية والدولية العاملة في اليمن لمناقشة أولويات التدخلات الممكنة لمعالجة الأوضاع المتدهورة التي تشهدها البلاد.