قال الملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال في افتتاح فندق ضخم في بيروت يوم الثلاثاء إن لبنان سجل العام الماضي اعلى نسبة نمو في العالم مؤكدا ثقته بالمناخ السياسي المستقر في لبنان. ودعا الامير الوليد رئيس مجلس ادارة شركة المملكة القابضة في افتتاح فندق فور سيزون على ساحل بيروت "الى تحويل بلدنا لبنان الى احد ابرز الوجهات السياحية في حوض البحر المتوسط اذ ان بيروت هي اكثر مدن العالم اثارة للاهتمام وجذبا للسياح."
واضاف ان "الارقام الصادرة عن منظمة السياحة العالمية التابعة للامم المتحدة تشير الى ان لبنان سجل في العام المنصرم اعلى معدل نمو في العالم من حيث الوافدين مقارنة مع السنة التي سبقتها... هذه الارقام دليل على مناعة لبنان وطاقته اللامحدودة وبالطبع تلك مناعة تكون في ذروتها عندما يكون هناك استقرار سياسي كما هو الوضع الان والحمد لله."
وكان لبنان قبل عامين يعاني من ازمة قادت الى معارك في شوارع بيروت ودفعت السلطات لاغلاق المطار وهددت بحرب اهلية جديدة ثانية بعد الحرب التي دارت بين عامي 1975 و1990. كما شهد لبنان في صيف عام 2006 حربا استمرت 34 يوما بين اسرائيل وحزب الله.
لكن وبعد اسبوع فقط على ابرام اتفاق سياسي بين الزعماء السياسيين المتناحرين في الدوحة عام 2008 والذي انهى 18 شهرا من الصراع تم استبدال المسلحين في شوارع بيروت بالسياح.
واليوم تغص فنادق العاصمة فئة خمسة نجوم بالسياح العرب والاجانب حيث يتوقع وزير السياحة فادي عبود قدوم 2.2 مليون سائح هذا العام اي بزيادة 25 بالمئة عن العام الماضي الذي سجل 1.85 مليون سائح الامر الذي ساهم بربع الناتج المحلي الاجمالي للبلاد.
وقال الامير الوليد في حضور كبار المسؤولين في لبنان ان "عوامل الاستقطاب الفريدة التي يتمتع بها لبنان تشير الى ان هذا البلد المميز قد حافظ على جاذبيته على الرغم من تاريخه الحافل من الحوادث وقد ادى الاستقرار السياسي الذي ساد مؤخرا في لبنان... الى ارتفاع نسب النمو الاقتصادي بشكل بارز بالاضافة الى زيادة كبيرة في عدد الاستثمارات الاجنبية واعداد السياح الوافدين."
ورفع صندوق النقد الدولي هذا الشهر من توقعاته للنمو الاقتصادي للبنان الى ما لا يقل عن ثمانية بالمئة في عام 2010 بفضل الاستقرار الداخلي والسياسات الحكيمة.
وسيكون هذا قريبا من معدل النمو في العام الماضي الذي بلغ تسعة في المئة حينما اجتذب الاقتصاد تدفقات رؤوس الاموال من منطقة الخليج ومن المغتربين اللبنانيين الذين وجدوا في البلاد ملاذا امنا لاموالهم بسبب الانظمة المالية المحافظة والسرية التامة.
وقال الوليد "ان احتفال اليوم هذا هو خير دليل على ثقتنا المطلقة بالمناخ السياسي الحالي ونحن نتطلع الى المساهمة في ازدهار لبنان المستقبلي من خلال نجاح هذا المشروع بل حتى مشاريع مستقبلية اخرى في شتى النطاقات."
ووصف الفندق الذي يتألف من 26 طابقا والمطل على ساحل البحر المتوسط وجبال لبنان بانه "مشروع عملاق ويعد بحق فريدا من نوعه في الشرق الاوسط."
ولدى الوليد فندق اخر في لبنان تم افتتاحه في عام 2002 هو فندق موفنبيك. وقال ان استثماراته الفندقية في لبنان تعدت نصف مليار دولار.
ولدى الامير ايضا استثمارات عدة في قطاع الاعلام والقطاع المصرفي بالاضافة الى مؤسسة انسانية خيرية. وقال الوليد ان مشاريعه في لبنان تعدت مليار ونصف مليار دولار.
وكان الامير الوليد المولود من ام لبنانية قد ساهم في اعادة اعمار لبنان بعد الحرب الاهلية والحروب الاخرى مع اسرائيل والتي كان اخرها في صيف 2006.
وقال الوليد "نؤكد دعمنا المطلق للبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وانسانيا وخيريا فقد وقفنا مع لبنان في الماضي في اصعب ظروفه وان شاء الله سنكون مع لبنان في المستقبل في افضل ظروفه."