قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إن ترامب ما زال "ملتزما جدا" بإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. جاء ذلك في مستهل حديث كوشنر يوم الخميس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
غير أنه ليس هناك ما يوحي بانفراجة وشيكة أو تقدم كبير باتجاه إنهاء الصراع في الشرق الأوسط في الوقت الذي بدأ فيه كوشنر يوما يعقد فيه اجتماعات منفصلة مع نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وما زال الفلسطينيون يسعون للحصول على تعهد بالدعم من إدارة ترامب لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وهو ما ظل يمثل أساس سياسة الولاياتالمتحدة تجاه الشرق الأوسط على مدى نحو 20 عاما. وانهارت أحدث جولة محادثات بين الطرفين في عام 2014.
ويواجه نتنياهو ضغوطا من الجناح اليميني المشارك بالائتلاف الحاكم لعدم تقديم تنازلات فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات اليهودية المقامة على أراض فلسطينية محتلة لصالح الدولة الفلسطينية. وكانت مسألة المستوطنات عاملا في انهيار المفاوضات قبل ثلاث سنوات.
وقال نتنياهو لدى استقباله كوشنر في مكتبه بتل أبيب في تسجيل مصور أصدرته السفارة الأمريكية "لدينا أمور يتعين أن نتحدث بشأنها- كيفية إحراز تقدم فيما يتعلق بالسلام والاستقرار والأمن في المنطقة والرخاء كذلك. وأنا اعتقد أن كل ذلك في متناول اليد".
ووصل كوشنر، البالغ من العمر 36 عاما وهو مطور عقاري يفتقر للخبرة في مجال الدبلوماسية الدولية أو المفاوضات السياسية، إلى إسرائيل مع جيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط يوم الأربعاء بعد اجتماعات مع زعماء عرب في الخليج ومصر والأردن.
وقال كوشنر الذي كلفه ترامب بالمساعدة في التوصل إلى اتفاق سلام في رده على نتنياهو "الرئيس ملتزم جدا بالتوصل إلى حل هنا يمكن أن يحقق الرخاء والسلام لكل سكان هذه المنطقة".
* "اتفاق نهائي"
وصف ترامب السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالاتفاق النهائي لكنه قال إنه لا يركز فقط على حل الدولتين كحل للصراع.
وفي الضفة الغربية قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس إن زيارة كوشنر، الذي زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية من قبل في يونيو حزيران الماضي، قد يكون لها أهمية خاصة بسبب مشاورات المبعوث مع حلفاء إقليميين هذا الأسبوع.
وأضاف "الرئيس عباس أجرى مشاورات معمقة مع جلالة الملك عبد الله الثاني، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عقب لقائهما بالوفد الأمريكي، الأمر الذي قد يخلق فرصة جديدة لتحقيق تسوية تقوم على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، ووقف التدهور الحاصل على المسيرة السلمية".
وكان أبو ردينة يشير إلى مبادرة جامعة الدول العربية عام 2002 التي تعرض اعتراف الدول العربية دبلوماسيا بإسرائيل في مقابل اتفاق على إقامة دولة للفلسطينيين وانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
وأبدى نتنياهو دعما مبدئيا لأجزاء من المبادرة لكن لدى الجانب الإسرائيلي الكثير من المحاذير منها كيفية حل مسألة اللاجئين الفلسطينيين المعقدة.
واتهم محمود العالول، ثاني أكبر قيادي بحركة فتح بعد عباس،المفاوضين الأمريكيين بالتركيز في محادثاتهم مع الرئيس على "أكاذيب إسرائيلية" بشأن تحريض الفلسطينيين على العنف وتجاهل ما وصفه بالقضايا الأساسية المتعلقة بالدولة راسما صورة قاتمة للوضع.
وقال "أنا لا أعتقد أن المبعوثين الأمريكيين يحملون معهم أي شيء أو في وفاضهم أي شيء، لا شيء على الإطلاق".