قالت دراسة صادرة عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعتبر أن اليمن تشكل مسرحاً حسّاساً في حملتها المصعَدة الهادفة إلى الحدّ من النفوذ الإيراني في العالم العربي. وبحسب الدراسة التي أعدها جاي سولومون، وهو مؤلف «حروب إيران: ألعاب التجسس، والاتفاقات السرية التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط»، فإن واشنطن قلقة بشكل خاص من اكتساب طهران القدرة على قطع طرق الشحن في البحر الأحمر التي تُعتبر أساسية لتجارة الطاقة العالمية.
ووفقاً لمسؤولين في الإدارة الأمريكية، فإن تصعيد الجهود لإنهاء الحرب في اليمن، يترافق مع مخاطر بالنسبة إلى البيت الأبيض، لاسيّما مع تصعيد الحرب الكلامية مع إيران.
وقالت الدراسة إن الانتشار الكثيف لقوات التحالف في اليمن، ومعظمها من السعودية والإمارات العربية المتحدة، يمكن أن يدعم حملة ناجحة ضد الحوثيين، مع حد أدنى من التدخل الأمريكي.
وأضافت إن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة للرئيس ترامب تجاه إيران تركز بشكل كبير على قدرة طهران على توسيع نفوذها الإقليمي من خلال تسليح ميليشيات شيعية ونشر مستشارين عسكريين في الخارج.
ويقول مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى إن القوة العسكرية النخبوية لإيران، أي «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني، نقلت أيضاً أنظمة أسلحة متطورة بشكل متزايد إلى وكلائها الإقليميين، شملت نظم صواريخ متطوّرة إلى الحوثيين، وفق الدراسة.
وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أن هناك حاجة ملحة بشكل خاص لتقييد هذه المساعدة نظراً لاستخدام الحوثيين المتكرر للصواريخ المضادة للسفن لاستهداف السفن العسكرية الأمريكية والحليفة التي تعبر المياه قبالة ساحل اليمن.
ونظراً لقرب إيران من مضيق هرمز في الخليج العربي، أثارت عمليات نقل الصواريخ من قبل الحوثيين مخاوف من احتمال تهيئة طهران نفسها للسيطرة على مضيقين أساسيين للطاقة في المنطقة.
وقالت الدراسة «تحتلّ اليمن اليوم موقعاً أمامياً ووسطياً في الاستراتيجية الجديدة للإدارة الأمريكية تجاه إيران، وذلك وفقاً لمستشار رفيع المستوى ساهم في صياغتها».
وتضيف «خلُص مسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأمريكية إلى أن تكثيف الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للتحالف يُفترض أن يحد من عدد القتلى المدنيين ويزيد الضغط على الحوثيين للعودة إلى المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية».
وبرأي الدراسة فإنه وفقاً لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، انهارت تلك الجهود حين شعر المقاتلون أن سياسة البيت الأبيض ستسلك اتجاهاً جديداً في عهد ترامب.
ويقر المسؤولون الحاليون والسابقون أن مواجهة الوجود الإيراني والحوثي في البحر يشكل تحدياً هائلاً قد يؤدي إلى تصعيد عسكري.
وخلصت الدراسة إلى أن المسؤولين الأمريكيين والعرب يدركون أنه لا يمكن إنهاء الحرب إلا من خلال حل سياسي، وإن واشنطن قد تضغط على الحوثيين لتبني الدبلوماسية، إلا أنها قد تحدّ أيضاً من رغبة الرياض بتعليق العمليات العسكرية، لا سيّما إذا بدأت تتلمس تقدماً مهماً.