بقدر الضجة التي أثارها ظهور طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل صالح في شبوة بعد مرور قرابة أربعين يوماً على فراره من صنعاء، فإن موجة استياء واسعة سادت أوساط من كانوا يعولون على الرجل أن يظهر بموقف قوي يتواءم مع الدعوة للإنتفاضة التي أطلقها عمه في صنعاء. هزيمة طارق في صنعاء والمجاميع المسلحة التابعة له في المواجهات التي اندلعت وانتهت بمقتل صالح والعشرات من المسلحين الذي قاتلوا في صفه، يبدو أن الرجل لم يتخلص من آثارها حتى اللحظة ففي أول ظهور له اجتزأ من خطاب عمه الداعي للإنتفاضة الشق المتعلق دعوة السعودية لوقف الحرب وإنهاء الحصار وقال إنه يمد يده لها لتثبيت الأمن والإستقرار في اليمن، ولم يصدر منه أي إشارة لاعتزامه استمرار مواجهة الحوثيين في سبيل "الدفاع عن الجمهورية" كما ورد في الخطاب الأخير لعمه الرئيس الراحل.
وشهدت مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية موجة من التعليقات على ما وصفه بعضهم بالظهور الهزيل والمخيب.
وحول الكلمة التي ألقاها طارق كتب الصحفي محمد الشبيري بأنه (طارق) لا يزال متأثراً بخطاب ما قبل مقتل عمه، حول الشرعية والتحالف والعدوان والحصار ووقف الحرب.
واضاف الشبيري في تدوينة نشرها على صفحته في الفيس بوك "لكنني أعتقد أن الرجل يكابر فقط، وأن الايام القادمة سشهد تغيرا في موقفه".
وتابع "اللافت أن الشخصيات التي ظهرت إلى جانبه شخصيات ضعيفة، ولن يكون لها دوراً محورياً لا حرباً ولا سياسة".
أما الناشط هادي وردان فكتب معلقاً "أرجو أن لا تعطوه أكثر من حجمه، العميد طارق صالح في أول ظهور له وياليته ما ظهر سمعت كلامه وتفاجأت كغيري ممن سمعه وأيقنت بأنه إمعة، مجرد ظاهرة صوتية لا أقل ولا أكثر".
وتابع وردان "كنا نتوقع أن يتحدث بعبارات فيها من الطموح والإنتقام ممن قتلوا عمه وشردوهم ونكلوا بممتلكاتهم".
وفي السياق ذاته خرجت تظاهرة شعبية في وسط محافظة تعز بعنوان تدوير مخلفات النظام البائد خيانة لدماء الشهداء وإنقلاب على الشرعية.
وعلق الناشط السياسي كمال علوان قائلاً "سلموهم المعسكرات وكل مفاصل الدولة بداعي الإنتقام وخلوا الشعب يذوق المرارة وهربوا.. وذلحين بايلقبوهم أبطال. عن طارق صالح أتحدث". أحمد ابو النصر هو الآخر كتب "قولوا لطارق عفاش بأن من لم ينظوي تحت الشرعية ويعترف بها لن نعترف به ولا يهمنا ويظل بنظرنا انقلابياً هو ومن يطبل معه".
وأضاف ابو النصر"من عجز عن فعل شيء وتحت إمرته سبعين لواء حرس وحرس خاص لن يستطيع فعل شيء وهو الآن مجرد من كل شيء عدا نعيق المطبلين الذين طالما طبلوا لعمه وأوصلوه إلى النهاية المشئومة التي انتهى إليها".
أما الناشط غائب حواس لم يذهب بعيداً وقال "تصريح طارق بقدر ما فيه من الكذب على عمه فكذلك فيه مؤشر على سياسة الدولة التي أحتضنتهم في عدن وهي الامارات".
واضاف "الحقيقة أن تصريح طارق لا ينسجم مع كلمة عمه الأخيرة التي دعا فيها للإنتفاض وقتال الحوثيين قبل مقتله بل ينسجم مع هرطقات نبيل الصوفي الذي يبدوا أنه هو الآخر بدوره مدفوع كذلك من نفس الجهة ...موضحاً بأنه حتى وإن كان هناك جزء من أبناء الأسرة محتجزة فإن ذلك لا يبرر السقوط المهين".
وتابع "الذي يجب أن يفهمه طارق بأن الإستمرار في نهج المذلة للحوثيين لمبررات إنتقامية أو لإملاءات خارجية لن يكون سوى وصمة أخرى تضاف إلى سجل الأسرة نفسها".
عضو مجلس مقاومة صنعاء عبدالكريم ثعيل كتب تحت عنوان طارق يستسلم "للأسف طارق قال إنه سينفذ كل وصايا عمه وأهم تلك الوصايا مطالبته السعودية بوقف الحرب، ولم يذكر تفاصيل ما حدث ولم يستنكر".
ووصف ثعيل تصريح طارق بالإستسلام غير المباشر بل يدعم الضغوطات الدولية الرامية إلى إنقاذ الحوثيين بإيقاف حسم المعركة عسكريا وإنهاء معاناة اليمنيين". واضاف "للأسف تصريحات طارق تنسجم مع موقف القيادة الجديدة للمؤتمر في صنعاء والتي أعادت إلتحامها مع الحوثي".
وحفلت مواقع التواصل الإجتماعي بعشرات التغريدات تعليقاً على تصريحات أطلقها طارق في أول ظهور له محاطاً بحراسة من "النخبة الشبوانية" التابعة للإمارات واعتبروا الظهور بهذا الشكل بعد أربعين يوماً من التخفي محاولة إقليمية فاشلة لصناعة بطل لا يمتلك مؤهلات البطولة، وأن ظهوره مسكوناً بهاجس الحوثيين منعه من مجرد الحديث بلغة قوية.
وكانت مصادر قبلية تحدثت قبل أيام ل"المصدر أونلاين" عن تمكن طارق من الفرار من قبضة الحوثيين من صنعاء إلى مارب ومنها إلى أبو ظبي قبل أن يظهر مؤخراً في شبوة، دون أن يحدد موقفه من شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته وهو ذات الموقف الذي لا يزال يتبناه جناح واسع داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي خرج من قبضة الشرعية ويرفض الإعتراف بالشرعية أو العمل ضمن منظومتها.