هاجم وزير النقل في الحكومة اليمنية مساء أمس الأحد، دولة الإمارات واتهمها بمنع الحكومة من ممارسة مهامها، مشيراً إلى إنه لا يمكن أن تستمر العلاقة على هذا النحو ولا بد من تصحيحها. وأوضح وزير النقل صالح الجبواني في مؤتمر صحفي عقده في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة (جنوب شرقي البلاد)، تفاصيل منعه من قِبل قوات ما يسمى «النخبة الشبوانية» المدعومة من الإمارات، من الوصول إلى ميناء بلحاف لوضع حجر الأساس للميناء.
واتهم الوزير محافظ محافظة شبوة علي بن راشد الحارثي، «الذي تم تعيينه بناءً على رغبة الإمارات، حسب الوزير، اتهمه بالفساد والتورط في عمليات تهريب النفط والسلاح للمتمردين الحوثيين عبر ميناءي المجدحة والبيضاء»، على ساحل البحر العربي.
وكانت قوات «النخبة الشبوانية» أجبرت الجبواني والحارثي على العودة إلى عتق، رافضة السماح لهما بالمرور إلى منطقة قنا، لوضع حجر الأساس لمشروع ميناء المنطقة، قبل أن تسمح لمرور الأخير.
«المصدر أونلاين» يعيد نشر نص الكلمة التي ألقاها الوزير الجبواني في مدينة عتق.
نص الكلمة: رتبنا لوضع حجر الأساس لميناء «قنا» بعد أن أجرينا كل الدراسات اللازمة لذلك، وجئنا أمس إلى مدينة عتق ومنها اتجهنا إلى الساحل نحو منطقة الميناء في موكب لوزير النقل ومعه مجموعة من المسؤولين المدنيين والعسكريين في المحافظة.
وفي نقطة حبان فوجئنا بقوات النخبة التابعة لدولة الإمارات تقطع علينا الطريق بالدبابات والمصفحات والعربات وانتشار على الجبال المحيطة لمجاميع من الجنود جاهزين بأسلحتهم المختلفة فتوقفنا في هذا المكان وقلنا لهم نحن أتينا لنضع حجر أساس لمشروع تنموي لأبناء المحافظة يخدم الساحل وأبناءه في الأساس الأول ويخدم كل البلد ولم نأتِ لحرب. نحن أتينا في مشروع تنموي لنضع حجر أساس لمشروع يخدم الناس ترجمة لتوجه الحكومة في إيجاد مشاريع تعزز التنمية والاستقرار.
ذهب أحد القيادات المرافقة لنا وتفاوض معهم فقالوا له نحن معنا أمر من القيادة الإماراتية، هكذا وبكل وضوح، فقررنا أن نعود، لأننا لا نريد سفك الدم. فالذي يحمل رسالة الخير لا يمكن أن يبدأ بسفك الدم في وقت هو مخصص للتنمية ونشر السلام بين الناس، لو أردنا الحرب كنا استعددنا لها وجهزنا، ونحن نعرف الحرب ونعرف ماذا تعنيه، لكن عدنا لحقن دماء الحمقى هؤلاء الذين تستخدمهم الإمارات ولحقن دماء إخواننا وأولادنا من الحراسات المرافقة.
عدنا ونحن نحمل الإمارات العربية المتحدة المسؤولية والتي كان يوم أمس رئيس أركان جيشها في ميناء بلحاف وهي المنطقة التي كنا سنضع حجر الأساس لميناء قنا فيها ولا أستبعد أن تكون الأوامر بمنع وصولنا صدرت منه شخصياً.
التحالف عندما طلبت منه الحكومة أن يأتي كان الهدف اسقاط الانقلاب في صنعاء واستعادة الدولة اليمنية، ولم يكن الهدف إنشاء جيوش قبلية ومناطقية تعمل على تفكيك البلد حتى أصبحت المناطق المحررة موبوءة بالإرهاب وموبوءة بكل أصناف الفوضى والعشوائية، أصبحت المحافظات المحررة نموذجاً سيئاً ومزرياً.
الوضع في كل المحافظات المحررة وخصوصاً الجنوبية سيء جداً، هناك جيوش قبلية أنشأتها الإمارات وجيوش مناطقية وهناك عصابات، حتى القاعدة أصبحت تنتشر من طرف المحافظة إلى طرفها.. لم تنتشر القاعدة كما انتشرت اليوم.
نحن كدولة لن نقبل باستمرار العلاقة على هذا الوضع. لا بد من تصحيح العلاقة مع التحالف وإلا أنا كعضو في الحكومة لا يشرفني البقاء فيها، إما نصحح الوضع وتكون الإمارات حليفاً للحكومة فقط، وإلا فسنتخذ قراراً سياسياً من أعلى المستويات إلى أدناها بأن هذه الشراكة قد ذهبت في اتجاهات ومساقات أخرى. سأتحرك إلى الرياض وسوف أضع الوضع بين يدي الرئيس عبدربه منصور هادي.
استمرار هذا الوضع غير مقبول، واليمن لم تركع في الماضي ولن تركع اليوم لأحد اليوم، ولكن نحن لا زلنا يربطنا تحالف تقوده الشقيقة السعودية، ولهذا نحن علينا الذهاب إليهم ووضع الأمور بين أيديهم وحينها نرى ماذا سيقررون. أشقاؤنا في السعودية هم إخواننا ومصيرنا مشترك ونحن نقدر هذه العلاقة التاريخية وسنظل أوفياء لها لكن لابد من تصحيح العلاقة مع الأشقاء في الإمارات. إما أن يكونوا حليفاً للدولة أو أن يكون للدولة رأي آخر. هذه ليست النخبة الشبوانية أولاً هي مجموعة من الذين يدفعون لهم بالأجر اليومي تشبه الشركات الأمنية مثلها مثل «بلاك ووتر» ولا نقرنها باسم شبوة العزيزة.
المحافظ علي بن راشد الحارثي أنتم تعلمون أنه كان وكيلاً لمحافظة شبوة أيام كان عبدالله النسي محافظاً لكنه كان مريضاً لفترة طويلة وأثناء فترة إدارة الوكيل الحارثي شغلوا ميناء المجدحة والبيضاء الذي سميناه ميناء قنا وفتحوه للتهريب. هربوا فيه البترول والأسلحة للحوثيين واستمرت هذه العملية لأكثر من سنة حتى فاحت رائحة الفساد وروائح التعاون مع الحوثيين في هذا المجال وكان يقوم على هذا الأمر مجموعة من السماسرة والوسطاء وللأسف تحت قيادة علي بن راشد الحارثي. وعندما توفي المحافظ النسي دفعت الإمارات ب علي الحارثي ليكون محافظاً لمحافظة شبوة وهذا ما حصل لأن القيادة السياسية تحترم التحالف قالوا لعل في ذلك ...
هذا المحافظ الآن يريد أن يستعيد نشاط ميناء البيضاء والمجدحة وقال لي هذا الكلام بنفسه، يريد أن يستعيد تهريب النفط والأسلحة إلى حيث ما كان يهربها في السابق. قال لي نريد أن نصدر النفط عبر هذا الميناء نريد أن نصدر ما ينفع المحافظة. طبعاً هو الآن كمحافظ يتحدث تحت يافطة خدمة المحافظة ويقول إن الإخوة في حضرموت يبتزوهم وأنهم يعملوا لهم مشاكل، ولهذا يريد تصدير النفط عبر هذا المكان ويريد التجارة عبر هذا المكان. قلت له نحن سنضع حجر الأساس لهذا الميناء وسنأتي بشركات تبني ميناء وفق القانون واللوائح المنظمة لمثل هذا النشاط.
لن نسمح بأي نشاط مشبوه في هذا المكان. اتصلوا بي السماسرة والوسطاء الذين كانوا يشتغلون معه أنهم قد بنوا في هذا المكان وأنهم قد استثمروا وخسروا مئات الملايين، طبعاً هم قد كسبوا مئات الملايين من الدولارات من عمليات التهريب التي كانت تتم في الماضي. قلت لهم لا يمكن ولن نسمح. نحن لن نتلوث في هذا المستنقع. نحن مسؤولون عن إنفاذ النظام والقانون في كل بقعة. أمس لم يكن (المحافظ الحارثي) في بيته واليوم لم يكن في بيته. وقد نسق مع ما يسمى النخبة وحينما مضينا في الموكب لم يكن معنا. اكتشفنا في منطقة النقبة أنه كان قد سبقنا وحين وصل إلى هذا الحاجز الأمني (المعسكر) وفي أقل من دقيقتين أخذ نفسه وانسحب وحين سألنا ما الذي حصل قالوا المحافظ يقول إنهم منعونا من العبور.
حينما ذهب مندوبونا للتفاوض واتخذنا قرار العودة، وعندما كنا قرب عتق وصلنا اتصال إنه المحافظ قد عاد ومر من النقطة الأمنية ومر بكل أريحية باتجاه الميناء وهذا أمر مكشوف يكشف تورطه فيما حصل وليس فقط تواطؤه. محافظ سمسار يريد أن يستعيد النشاط الذي كان يشتغل به هو ومجموعة الفساد التي أصبحت تقود المحافظة اليوم للأسف الشديد.
طبعاً صدر أمر أنه وزير النقل ممنوع من العبور ومدير الأمن ممنوع من العبور وقائد المحور العملياتي ممنوع بينما عبر المحافظ علي بن راشد الحارثي والسماسرة الستة الذين يريدون تصدير النفط والسلاح للحوثيين بموافقة ال...... طبعاً. هذا الرجل بقاؤه في المحافظة ولو لدقيقة واحدة هو استمرار للعبث والفوضى التي تجري هناك.
نحن سنحدد موقفنا بوضوح، وأنا أتكلم ولم أطلب رأياً من أحد، بل أوضح للرأي العام اليمني ما جرى. وللسياسة صوتها وقرارها ونحن نثق بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر أنهم سيتخذون كل الإجراءات لإعادة العلاقة مع التحالف وخصوصاً الإمارات إلى المجرى الطبيعي، أو لا بد من اتخاذ قرارات مهما كانت مؤلمة، لكن استمرار هذا العبث واستمرار هذه الفوضى واستمرار هذا الإرهاب ومنع الحكومة ومسؤوليها من ممارسة مهامهم، هذه يجب أن لا تمر.
الحكومة في 28 يناير تم توجيه المدافع إلى صدرها في مدينة عدن واليوم الحكومة يتم اعتراضها في محافظة شبوة ومنعها من أداء مهامها هذا وضع غير مقبول ولن نقبله على الإطلاق وليسمع القاصي والداني أننا لن نقبله وإذا منعتنا اليوم لاعتبارات سياسية تخص محافظة شبوة من الذهاب لتفجير الوضع عسكرياً فإنها في الغد لن تمنع أحداً من أن يتخذ قراراً مختلفاً لإعادة الأمور إلى نصابها. والسلام عليكم ورحمة الله