وصلت فترة فصل التيار الكهربائي في أحياء وضواحي مدينة المكلابحضرموت نحو عشر ساعات في اليوم الواحد تقريباً بعد خروج ثلاثة مولدات لتوليد الطاقة الكهربائية في محطة "الريان" عن الجاهزية خلال الأسبوع الماضي، بالرغم من أن برنامج الإطفاء المقرر في عموم أحياء المدينة كموعد متعارف عليه عند ساكني المدينة يبدأ في بداية فصل الصيف من كل عام.. فبالرغم من جهد السلطة بالمحافظة ووزارة الكهرباء في تغطية النقص الحاد في الطاقة بإضافة مولدات أخرى جديدة "مشروع باجرش" تفاجأ ساكنو المكلا بمضاعفة ساعات الإطفاء أربعة أضعاف. لا ننكر التحرك الرسمي لمواجهة الظرف الطارئ لكن كما يبدو من الصعب توفير الطاقة بين عشية وضحاها. المكلاالمدينة ذات السواحل الذهبية الدافئة لم تفق بعد من صدمة سقوط القتلى في ضاحية "المتضررين" بفوة غرباً ولا انفجارات المولدات الكهربائية بمنطقة الريان شمال المدنية، بل تواجه كارثة انتشار مرض حمى "الضنك". راح ضحية المرض نحو العشرات من المصابين حسب إفادة مصادر رسمية في مكتب وزارة الصحة والسكان بساحل حضرموت، وإصابة نحو 360 مريضاً ومريضة جاء على لسان المسؤول المحلي الأول والمتخصص في مكتب الوزارة.
كما يبدو أدخلت المكلا كمدينة منكوبة وإن لم يعلن عنها رسمياً وتطلب تحركاً رسمياً وشعبياً لمواجهة تلك الكارثتين وتعليق الأعمال الأخرى كمكافحة المرض وخلق بيئة صحية سليمة للمواطنين، وحشد كل الطاقات والإمكانيات، وتوظيف وسائل المكافحة بدرجة قصوى، مع دعوة القطاع الخاص لمساعدة جهود السلطة كواجب وطني وإنساني. ويتطلب ذلك إنهاء نشاط وتحضيرات مهرجان البلدة السياحي السنوي لهذا العام الذي يصادف 17 يوليو من كل عام، والشروع في الإعلان عن تأجيله إلى العام القادم على خلفية الظروف الاستثنائية التي تمر بها المدينة للوبائين "حمى الضنك، والكهرباء" وتوجه الإمكانيات المادية المخصصة للمهرجان إلى دعم الحملة الشعبية والرسمية للقضاء على المرض المقلق والمخيف حفاظاً على أرواح الناس واحتراماً للأسر المكلومة ومئات المصابين الذين يكابدون كلا الألمين، ولا يستبعد تزايد حالات الضحايا جراء إضافة أعباء نقص الطاقة الكهربائية في الوسط الجغرافي الموبوء. فإذا لم تتنبه قيادة السلطة المحلية والوزارة المعنية لخطورة المرض بعد تصاعد الأرقام المخيفة لعدد الحالات المصابة وسط غليان شعبي بين الشرائح الاجتماعية بالمكلا. فالشكوك متوقعة لانتشاره في المديريات الساحلية البعيدة عن المكلا في حين تغيب المعلومات عن وجود حالات أخرى جديدة في مديريات الوادي والصحراء. فلا أعتقد أن الضمير الإنساني والأخلاقي سيغيب عن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لاستشعار خطورة المرض. أجزم بأن الحالة النفسية مقلقة للغاية لمجرد الحديث عن تزايد ضحايا جدد. يا ناس.. من الصعب تهيئة المزاج الشعبي ونجاح فعاليات ذات طبيعة فنية غنائية ترويجية أو ترويحية قبل أن تفيق. مكونات الحاضن المكاني من هلع الصدمة المزمنة التي حلت بنا وواجب على الكل مكافحتها. لماذا الإصرار على قيامها وتجاهل الأصوات الداعية إلى إيقافها والاستفادة من الفرص الممكنة في ظل الأزمة الاقتصادية؟ دعونا نفكر بعيداً عن العاطفة والذاتية اللتين جعلتنا ضحايا داخل نسيج اجتماعي تلقائي وبسيط! وكفى.