لم يسلم المحافظ المقال عيدروس الزبيدي من موجة انتقادات واسعة طالته من قبل ناشطين وسياسيين جنوبيين موالين لمجلس التمرد الإنفصالي الذي يرأسه. ويرى أولئك أن الزبيدي قد وقع في خطأين "فادحين" تسببا بموجة رفض واسعة محلياً ودولياً للمجلس، وحد كثيراً من الانجازات التي كان يمكن أن يحققها الزبيدي ومن وراءه من المنادين بالإنفصال الفوري. وبحسب ما ورد في نقاشاتهم وتعليقاتهم يعتقد مناصروا المجلس الجنوبي أن الخطأ الأول الذي ارتكبه عيدروس يكمن في أنه أعلن في بيان التأسيس الشهير أن مهمة المجلس إدارة شئون الجنوب، وكان يكتفى في المرحلة الأولى إعلان اسماء أعضاء المجلس دون تحديد المهام، كون هذا اتاح فرصة تصنيفه كتمرد وانقلاب صريح، ما تسبب بإثارة حفيظة السعودية بشكل رئيسي، والتي رأت في ذلك عرقلة لخطط التحالف، حيث ظهر ذلك جلياً في الإعلام السعودي. أما بالنسبة للخطأ الآخر فهو بحسب رأيهم موافقة الزبيدي على الإنتقال إلى السعودية، حيث جعله التواجد في ضيافة السعودية مقيداً عن التصريحات وبعيداً عن مناصريه ولا يستطيع القيام بأي فعاليات بسبب قوانين الدولة المضيفة. وكانت مصادر إعلامية عربية أكدت أن الزبيدي وهاني بن بريك لم يلتقيا حتى اليوم بأي مسئول في القيادة السعودية، فيما يشبه تجاهلاً متعمداً لهم، في حين لم تتضح بعد ملامح أي اتفاق يعتقد أنه سيتم التوصل اليه في الرياض، إثر مفاوضات بين الشرعية والمتمردين وبمشاركة أبوظبي.