لقد تابعت كثيرا خطابات بعض من يطلق عليهم الشخصيات والقيادات الجنوبيه مجازاً منذ أيام الوحدة الأولى وحتى ولادة الفتن والنعرات وتغير المسارات فوجدتهم اينما هبت الرياح هبوا معها حيناً كانوا في حضن النظام السابق و وحيناً في حضن الثورة وحين لاح لهم بالأفق تدفق الاموال الإيرانية على زعيم الانفصاليين نائب الرئيس الاسبق علي سالم البيض ، بدءوا بالحنين لتياره المتشدد في الحراك .. ليظهروا بين حينٍ وآخر مودتهم لذلك التيار خاصة بعد ما ضنوا ان ملايين حقا قد خرجت ترفع صوره وأعلام ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه الاشتراكية . بل لم يتورع شخصا يدعى (باليماني) أن يعتذر حتى عن يمانيته ليعلن اعتذاره للجنوب وانه اصبح اليوم ياسر الجنوبي .. عجيب امركم وغريب هو سعيكم الحثيث لتمرغوا انفسكم في احضان آمال لم تكن يوما آمالكم . أتذكر بيان البيض الذي اعلن فيه يوما ما من تاريخه الغابر الانفصال بعد ايام من اندلاع حرب صيف 94م ليعلن عودة اليمن الجنوبي كدوله مستقلة ما كان من بيانه المتسرع إلا التسريع في هروبه الى عمان المجاورة لم يكن بقوة الشمال بل بوحدانية اهلنا في المحافظات الجنوبية اللذين رأوا أنه لا عودة الى الانفصال مهما حدث.. بيان البيص الذي ادعى فيه ان حلم الوحدة باقي وان الظروف اجبرته على اعلان الانفصال .. لكنه في الوقت ذاته سيناضل من اجل اعادة اللحمة للوطن الكامل في ظروف افضل لا يكون فيها نظام من يعرف اليوم بالمخلوع والزعيم والسابق علي عبدالله صالح ذو الالقاب المتعددة لكنها ليست اكثر من ألقاب سقوطه في وحل التدمير الممنهج للوطن عبر سياسته التى سيذكرها تاريخنا الحديث له بأنه تاريخ اسود ومظلم في حياة اليمن عندما تولى هذا الرجل مقاليد السلطة في اليمن ذات يوم. عاد الزمان الينا ليعود البيض لا باحث عن وحدة وطن هذه المرة ولا باحث عن يمن الجنوب السابق بل ( احد افراد الحرس الثوري الإيراني ) واحد عملائهم المحتضن من قبل حزب الله اللبناني لينسف الحلم واليمن ويدعي انه جنوبي لا يمني قد يصدق قوله انه ليس يمني فأصوله الغير موثقه بأنه ليس يماني صحيحة لكنه ايضا لا ينتمي لأرض الجنوب .. مثله مثل عبدالرحمن الجفري الذي طالعنا مؤخرا برسالته الى اعضاء مجلس الامن ووزعت على وسائل الاعلام ما كان في نفسه ان يعلم بها لا مجلس الامن ولا حتى جمال بن عمر ولا اظنهم علموا بها إنما الهدف الأسمى أن تصل ويعلم بها تيار الحراك انه معهم لو نجحت في يوم ما آمالهم وهوسهم وحنينهم للعيش في ظل التسلط والاضطهاد الذي حكمهم سنين الدولة الاشتراكية والحزب الشمولي والموت لمن يخالف قانون الحزب لكنها هذه المرة تستسقي من الأموال الايرانية لا من المبادئ الاشتراكية. ببيانات غاضبة لا للوحدة نعم لدولة (الجنوب العربي) في تصعيد خطير بعد ما اطلق عليها بمليونيات الحسم والحراك والألفاظ الرنانة في عدن ومدن الجنوب والتي في الاصل كما وصفها احد ابناء الجنوب واحد مفكريه ( أنها بالكثير وفي احسن الحالات مظاهرة حشد لها من حشد ودعمها من دعم لا تتجاوز ال (100 الف ) لكنها كانت كافيه لتجعل من اولئك المتملقين لكل طارئ والباحثين عن زعامة جديدة ان يرموا بكل المبادئ والأحلام التي رافقتهم زمن التشطير وراء ظهورهم ليركبوا ركب الحوثي والبيض . لا استغرب اليوم تغير احوالهم ولم استغرب تغير حال ابو بكر العطاس صاحب فكرة الفدرالية ذات الأقاليم الخمسة أن يعود هو الاخر في آخر تصريحاته ليرمي بها وراء ظهره ويدعوا الى استعادة الجنوب. من يتابع سيرى ان هنالك الكثير ممن رفعوا بيانات مقاربه على تك الشاكلة يريدون ان لا يفوتهم القطار .. قطار الحراك وباعوم والبيض ومن هم على امثاله . لقد ناضل في الجنوب يمنيون من اجل ان لا يكون الجنوب العربي كما حاول المستعمر البريطاني ان يسميها واستشهد على ذلك الكثير واليوم هناك من يسعى الى ذلك الاسم البغيض لكي يبقوا يمانيون في الجنوب ويمانيون في الشمال. لا اظن ان من ناضل يوما وكان بطلا في السعي لتوحيد اليمن .. أن يكون اليوم بطلا في الانفصال.