لقد شعروا بالانتصار... وها هم يتقدمون خطوة إلى الأمام نحو الجامعة... الإرهابيون الجدد سيأتون من جامعة البيضاء هذه المرة. فانتظروهم. بعض الجماعات والأطراف الدينية المتطرفة في رداعوالبيضاء اقترحت على الجامعة إدخال مقررات جديدة (دينية) إلزامية لكل التخصصات التي يتم تدريسها في كليات الجامعة. اقترحت ذلك وتقوم بالضغط على الجامعة لتمريره ووفقاً لما وصلني من زملاء أساتذة هناك، يتم الآن تدارس ذلك من قبل إدارة الجامعة. لدينا مقررات إلزامية في الجامعات اليمنية هي (لغة عربية101 و102) ولغة إنجليزية (101و 102) وتدرس لكل التخصصات والأقسام في الجامعة، وهي مقررات تتعلق بمهارية اللغة، ويمكن اعتبارها في المحتوى الجديد جزءاً من علم الاتصال. ما يتم تدارسه الآن في جامعة البيضاء هو إدخال مقررات على غرار (توحيد 101 و102) وغيرها من المقررات الدينية التي لا يمكنك أن تتخليها إلا وهي تكرس في الذهنية الجمعية فعل الجهاد وتخلق وعياً تطرفياً ذلك أن الدين موجود في كل مكان ودرسناه في المدرسة والمسجد، والبيت، لكنك تشعر بالرعب حين يأتي هذا الاقتراح من جمعات متطرفة تريد ان تحول الجامعة وكراً لها فالقاعدة التي ترابط في رداع ربما فكرت أن احتلال قلعة العامرية "برمزيتها" لا يعني شيئاً مقارنةً باحتلال "الجامعة" بفاعليتها في الوعي العام. أو حتى الجماعات السلفية التي لا يبعد مركزها بضعة مترات عن كلية التربية برداع، والتي تختزل الدين في الثوب القصير والمسواك، وتغلق على المرأة في جوف حجر سوداء. قلت سابقاً أنه تم إنشاء كليات في المناطق الأكثر تخلفاً لتنتلشها مما هي فيه، لكن المشكلة هو أن هذه الكليات جارت المجتمع والتخلف وتصالحت معه، والأدهى من هذا أن الجامعة الآن هي التي ستفرز الإرهاب وتنتج الإرهابيين، يريدون قتلك باسم الله، ويريدون أن يستروا عري النساء في الرواية، كيف لا يفعلون ذلك وصوت المرأة ما زال عورة (داخل الجامعة) ويخطر في بالي ذلك الطالب الذي ظل يخلق احتجاجات في الكلية ويشكو للعميد ورئاسة القسم (نريد أن يدرسنا مادة الادب الأندلسي الأستاذ أحمد الطرس العرامي)، ليس لشيءٍ ولكن لأن من كان سيلقي المحاضرات في هذا المقرر هي أستاذة وليس أستاذاً، ولقد أفزعني وأنا أسأله عن سبب رفضهم لحضور محاضرة الأستاذة فقال لي (صوت المرأة عورة يا أستاذ) قلت أنت العورة الوحيدة هنا إما أن تحضر محاضرات (الأستاذة حنان) أو تذهب إلى الجحيم. هذا قبل أن تفتح أبواب النقاش التي ستغدو أبواباً يهب منها الجحيم (وتقول في المحاضرة نفسها التي ناقشت فيها رواية المقري أنا علماني ما المشكلة؟؟) ومعنى كلمة علماني لديهم (كافر) وأنت تقول ذلك بصوتٍ عالٍ فيهتز عرش السلف والخلف، والقاعدة والمجتمع، وينمو شارب علي المقري. ويتقدم التطرف خطوة للأمام.