لا بد لفهم اليمن من إدراك العلاقة المعقدة بين الحوثيين كجماعة سياسية، والقبيلة التي هي مكون أساسي في البنية الاجتماعية للبلاد.
هذه محاولة لقراءة التعقيدات التي تحكم علاقة الحوثيين بالقبيلة من جهة، وما تتميز به من جهة ثانية كجماعة دينية ذات توجه شيعي (...)
مشكلة "الهاشميين" في اليمن أنهم يأبون الذوبان أو الاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه، من ناحية مقاومة الشعور القومي العام، إذ ما زال لديهم حنين، أو بالأصح ولاء وشعور بالانتماء لعرق أو سلالة، أكثر منه انتماء لمجموعة بشرية يشتركون مع أفرادها في الأرض (...)
التجارب تقول إن كل "طاولة" صادف أن جلس على أحد طرفيها "ممثل الحوثي" كانت بمثابة "حصان طروادة" لفتح من فتوحات "المسيرة" التي سرعان ما تدهس الطاولة، والحصان، والآخر، بأقدام "الأمر الواقع" الذي يفضي عادةً إلى وقائع حربية جديدة في متوالية قميئة، كان آخر (...)
لهذا إذا كان الهدف من المدعوة "عاصفة الحزم" مجرد تحجيم كل من مليشيات الحوثي وعسكر صالح ليتناسبا مع أحجام الكيانات الأخرى مثل مسلحي مأرب والقاعدة ومليشيات هادي، فإن اليمن مؤهل ليترك بعد ذلك رهناً لصراعات بينية. لن يخرج طابعها عن "الحرب بالوكالة" أو (...)
المظاهرات التي شهدتها ذمار ضد مليشيا الحوثي، مؤخراً، كسرت التوقعات فعلاً، ليس باعتبارها مظاهرات غير مسبوقة من حيث الكم والزخم، وحسب، ولكن من حيث الدلالة كذلك، فذمار كمدينة عرفت ب"أغلبيتها الزيدية" وبكونها تقع في "جغرافيا الشمال"، من شأن أي احتجاجات (...)
صار على الحوثي أن يكمل العملية العسكرية على البلاد كلها، بدءاً من تعز ومروراً بعدن وانتهاءً بسقطرى وحضرموت والمهرة، وباقي الخريطة اليمنية حتى يصنع انقلاباً ناجحاً.. ويحكم قبضته على البلاد فعلياً، وهذا أحد خياراته المحدودة و"الصعبة" التي وضعته أمامها (...)
حين دخل الحوثيون همدان، صادفتُ في «فيسبوك» صورة كاريكاتورية -غير محترفة- لمفترق طريقين توضحهما لا فتتان، إحداهما كتب عليها (همدان)، والأخرى (اسرائيل)، في الصورة يظهر عبد الملك الحوثي حاملاً بندقيته ومتجهاً (همدان)، يردد شعاره الأثير، المتضمن (...)
مثل انهيار رقصة
مثل خطى تئن
تحت أنقاض الموسيقى
لم يعد لدي قصائد لكم
ولا معجون أسنان للوحشة
نفدت الكنايات من جيبي
وغزا الشيب
خزانة الكتب والخيال،
أقبع
في زوايةٍ من شقةٍ غبيةٍ
غامرت واحتوتني،
أمسك
بعصب الحكاية الأخير
وألفه حول عيني
وأنام
ليس لدي (...)
اتصل ريان الشيباني برياض السامعي، قال له: مبروك يا رياض، قال: على أيش؟ قال: مش طلعت مصاب بالسكر، قال: أيوه... قال إذن مبروك.
الحزب الليبرالي اليمني الذي أنشأه رياض كان آخر مشاريعه الحماسية وقد أصاب صاحبه بالسكر، هكذا مثلما لو كنت تنظف بندقيتك (...)
عدونا الجهل والتجهيل، والقراءة أحد أهم التحدّيات، ذلك أن القراءة حُرية، وتوسع دائرة الخيارات.
لو كان في صعدة مكتبة عامة ومدارس وكليات تحترم العقل وتنتشل المجتمع مما هو فيه لما مشى الحوثيون برمزياتهم على البساط الأحمر الذي كان مطوياً أصلاً داخل (...)
لقد شعروا بالانتصار... وها هم يتقدمون خطوة إلى الأمام نحو الجامعة... الإرهابيون الجدد سيأتون من جامعة البيضاء هذه المرة. فانتظروهم.
بعض الجماعات والأطراف الدينية المتطرفة في رداع والبيضاء اقترحت على الجامعة إدخال مقررات جديدة (دينية) إلزامية لكل (...)
أشجار طويلة
ولا تنحني ببطء،
أشجار فضفاضة
حتى أنها تتسع لاثنين،
أشجار تنمو في رأسي
كغابة كنايات
أشجار
كثيفة
كثيفة
وغصن وحيد
غصنٌ وحيد وغريب
حتى أنه لا يشبهكِ.
***
من ديوان (كأن نبياً خلف الباب).
والآن سأمضي
قال (اللّزّاب)
وخدرني حتى شختُ
وقلت (...)
المشهد السياسي في اليمن لا يبشر بخير على الإطلاق.
إذ أنه وعوضاً عن غياب النخبة السياسية المسؤولة والمنتمية إلى الناس، ثمة حالة غياب أخرى يسجلها المثقف (الكاتب والصحفي)، أو بالأصح هي حالة غيبوبة كبرى، حين تحولت الكتابة _في أحسن الأحوال_ من حالة نضال (...)
يؤمل من هادي أن يؤسس للدولة اليمنية الحديثة التي فشلت في التأسيس لها ثورة 62م، وانشغل عنها الرؤوساء الذين تعاقبوا على حكم اليمن بعد ذلك، وألقت مهمتها على عاتقه ثورة 2011م، وساهمت في ذلك طبيعة المشهد السياسي وما نتج عنها من تسوية سياسية تضمنت (...)
لا معنى للأشياء لا وقع للموت لا معنى للحياة صرنا أشبه بحارس صالة مناسبات بائس.
أكثر من عام ونصف من القلق والتوتر.... أكثر من عام ونصف من التشويق والإثارة والأحداث الساخنة، وليس ثمة ما يلبي احتياج مجنون على الرصيف كل ما يريده من هذا العالم واحد شاي (...)
نحن أذكياء بشكل أسطوري هكذا نظرنا إلى أنفسنا بينما نحن أغبياء بشكل فاضح. تحدثنا عن الحفاظ على أرواح الناس ونبذ القتل، بينما القتل لم يتوقف، وباركنا مسيرة قطار التغيير السلمي بينما هو يسير على سكة من الجماجم والأرواح، وتبجحنا بالسلمية وتركنا الناس (...)
انفجار ضخم في السبعين وأنباء عن وجود ضحايا، ووجود ضحايا مثل عدمهم. لأنه لا يهز لأحد شعرة في هذا البلد، السبعين يطفح بالدم والمفسبكون يزايدون بها كما لو كانوا بالانتظار...
كنا قريبين جداً من الحدث، لم نره عن قرب ولذا فإن مشاهدة الصور في القنوات (...)
كنت أشعر بديدان القرف ترقص في رأسي، كلما وجدت أحداً يصف صالح بهذا الوصف (صمام أمان اليمن)، لكن ماذا سيكون بوسعي حين أقرأ هذا العنوان الصحفي (جمال بن عمر.. ك«صمام دولي» يسد منافذ القلق اليمني)، بالله عليكم ماذا سيكون بوسعي غير البكاء؟؟.
يبدو لي شعور (...)
التحول الخطير في مجرى الثورة (كظاهرة) وفي صورتها كفعل، تحول خطير يستدعي التوقف عنده لمحاولة فهمه.
بدايةً يمكن تشبيه الثورة – والتشبيه مألوف ومعروف - بورقة العملة لها وجهان أساسيان لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، تمثل (الممارسة) أحد هذين الوجهين، بينما (...)
التحول في مجرى الثورة (كظاهرة) وفي صورتها كفعل، تحول خطير يستدعي التوقف عنده لمحاولة فهمه.
بدايةً يمكن تشبيه الثورة –والتشبيه مألوف ومعروف - بورقة العملة لها وجهان أساسيان لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، تمثل (الممارسة) أحد هذين الوجهين، بينما يمثل (...)
الملاحظ أنه خلال العام (2011م) توقف الفعل الثقافي، وانخرط الجميع في السياسة، وذلك طبيعي بحكم المرحلة، لكن ما يستدعي مناقشته هو أن (الثورة) لم تنتج أدباً مواكباً لأحداثها كما يفترض.
من الممكن أن تمثل ثورة 2011م منعطفاً ستتضح في المستقبل معالم وحجم (...)
ندور وندور ونعود إلى نقطة الارتكاز إلى مشكلة المشاكل: (عائلة صالح).
يختلف الشباب والمشترك، والحوثيون والإصلاح، يوجه الشباب نقدهم لبيت الأحمر، وتارةً لعلي محسن، يتحدث الناس عن المدنية، وعن الإرهاب، ينقسم الليبراليون، ينقسم الثوار، تنقسم كعكة (...)
لن يكون لمسألة اختيار عاصمة جديدة بدلاً من صنعاء - وهو أمر بات في غاية الضرورة - أي نتائج ذات جدوى، فيما لو أغفلت الطبيعة الثقافية الاجتماعية للعاصمة الجديدة، واقتصر الأمر على مراعاة العوامل الاقتصادية والجغرافية والمقومات الأخرى، فإذا كانت المشاكل (...)
لن يكون لمسألة اختيار عاصمة جديدة بدلاً من صنعاء (وهو أمر بات في غاية الضرورة) أي نتائج ذات جدوى فيما لو أغفلت الطبيعة الثقافية الاجتماعية للعاصمة الجديدة، واقتصر الأمر على مراعاة العوامل الاقتصادية والجغرافية والمقومات الأخرى، فإذا كانت المشاكل (...)
الرئيس هادي -بعكس صالح تماما- يبدو زاهداً في الظهور الإعلامي ويحب أن يتوارى عن الأضواء، باسندوة قادم معاليه من الثورة –كما يفترض- ولعله يعي ما معنى أن يكون (الإعلام الرسمي) كرباجاً في يد النظام!! علي العمراني كاتب وإعلامي ولا أظنه سيكتفي بأقل من (...)