بروح أيمانية عميقه وتراتيل آيات قرآنية محكمه يحيي الصائمون شعائر شهر رمضان المبارك الذي يحمل في طياته الرحمة والمغفرة والعتق من النار فتمتلئ المساجد بالمصليين والمستغفرين والركع السجود وتقام الصلوات المفروضة والنوافل كصلاة القيام (التراويح) بحضور كثيف من المسلمين، وتقام حلقات الذكر والقرآن الكريم، وتعم الفرحة والسرور قلوب الصائمين. كيف لا تتحقق هذه النعمة في نفوس الصائمين وفريضة الصوم الركن الرابع من أركان الإسلام، مدرسة ربانية تؤهل كل مؤمن صام رمضان إيمانا واحتسابا إلى بلوغ مرتبة التقوى لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة، فضلاً عما يمثله الصوم وشهر رمضان المبارك من محطة إيمانية تتضاعف فيها الحسنات والأعمال الصالحة التي تعود على الإنسان بالنفع والفائدة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وقد بين الله عز وجل في قوله ( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وجوب فريضة الصوم علينا وعلى أمم من قبلنا لما فيه من فوائد صحية تقي جسم الإنسان من عدة أمراض. نعم الصوم صحة كاملة ومشفى مجاني، هذا ما أثبته الطب الحديث الذي بات ينظر للصوم باعتباره إجراء أساسي ليس فقط من زاوية تعبدية، ولكن وفقاً لما أثبتته الدراسات الطبية والأبحاث العلمية الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية، بأن الصيام عملية طبيعية يجب على الإنسان ممارستها حتى يتمكن الجسم من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة.
وفي حديث رواه النسائي عن أبي أمامه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : مُرني بعمل يدخلني الجنة . قال : " عليك بالصوم ، فإنه لا عدل له " . ثم أتيته ثانية فقال : " عليك بالصوم لا مثل له » . أي لا يعادل ثوابه بشيء. الصيام يساعد الجسم على القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيه من الخلايا القديمة والزائدة عن حاجته فالجوع الذي يفرضه الصيام على الإنسان يحرك الأجهزة الداخلية للجسم لاستهلاك الخلايا الضعيفة لمواجهة هذا الجوع فتتاح للجسم فرصه عظيمة يسترد خلالها حيويته ونشاطه.
ويقوم الصوم أيضا باستهلاك الأعضاء المريضة ويجدد خلاياها بالإضافة إلى عمل الوقاية الصحية للجسم من كثير من الزيادات الضارة مثل الرواسب والزوائد اللحمية والأكياس الذهنية وكذلك الأورام في بداية تكوينها.. فصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم القائل( صوموا تصحوا).
