رساله مفتوحه لحزب الإصلاح الذي أحب لكني أحببت أن أكتب رسالتي هذه بمداد يغلي وأن أسعى لبناءه بأحجار المساجد التي فُجرت والمنازل التي دُمرت وأن انثر في جنباتها قطرات يسيرات من دماء العميد الشهيد حميد القشيبي رحمه الله بل وأن يكون معطراً بروائح الطيب التي انحرمنا منها بعد أن كنا نشتمها في دماج فأنا لست فاجراً في الخصومه ولست معادياً في الخطاب لقوله تعالى والصلح خير فعلاً انه الصلح وأنه الخير ولكن هل جاء هذا الإتفاق مبنياً على أساسيات مهمه ترتكز على حقائق ووقائع جرت على الأرض ولازالت تمارس ولن تنفك أم أنه مجرد صلح حبر على ورق تكون فيه السيادة والعلو لطرف واحد لأن الطرف الأخر لا يمتلك ما يمكن أن يفرض ما يرى احقيته رغم إيمان الطرف الأول بأحقيته لكنه يراوغ ويناور في سبيل إخضاع الطرف الآخر والنزول عند رغبات الطرف الأول بقوة السلاح والتغاضي الدولي. لا ينكر أحد أن اساس ما تقوم عليه الكيانات والمنضمات والأحزاب بل والعلاقات بين الدول في العلم هو الحوار ولكن حينما يكون ذلك الحوار بين طرفين يبحثان عن نتائج من شأنها أن تحفظ المستقبل وأن تكون أداة للسير وفق بناء الأوطان ونهضتها بينما جميعنا يعلم ولنكن صريحين في كل ما نقول جميعنا يعلم أن الحركه الحوثيه تختلف تماماً بل وكلياً عن حركة الإخوان المسلمين في العقيده والسياسه بل والولاء للغرب الجميع يدرك أن بإمكان أي حزب علماني اوشيوعي اوليبرلي او حتى الأحزاب المعتدله أن بأماكن الحوثيين التحالف مع أي من هذه الأطراف بل والتعاون المشترك والتكاتف والتعاضد يداً بيد بخلاف التحالف مع أحزاب وجماعات كالإخوان المسلمين أو السلفيين بإمكان الحوثيين التحالف على الورق لكن لا يمكن مطلقاً أن يكون لذلك التحالف اي صدى على الأرض بل قد يستخدم الحوثيون هذا التحالف للوصول أكثر إلى عمق الإصلاح بينما نوايا السلم والخير التي يحملها ويعتقد بها الإصلاح تتعارض تماماً مع مسيرة التآمر ونقض العهود والمواثيق والسير نحو آيدلوجية التمدد وإبعاد أي عوائق من شأنها أن تعكر صفو ذلك التمددبالنسبة للحوثيين. من أبرز الدعاوى التي تشهد زيف وكذب نوايا الحوثيين في السلم والعيش المشترك والتآخي مسألة مواجهة الويه ووحدات من الجيش اليمني فحينما تواجه المليشيات المسلحه قوات الجيش في أكثر من موقع وتقتل منهم وتنكل بهم رغم الإيمان بانتماء هؤلاء العسكريين للجيش اليمني ولديهم الهويات التي تؤكد ذلك ثم نجد أنهم اليوم أصبحوا شركاء أعني الحوثيين كما تحدث بذلك الرئيس هادي مؤخراً رغم قتلهم لجنود وضباط وعسكريون ينتمون جميعهم للجيش اليمني ووزارة الدفاع فهل من المعقول أن تنجح اي تحالفات مع أمثال هؤلاء الذين ينفذون مشاريع أسيادهم على دماء وأشلاء العسكريين البسطاء من الجيش اليمني وللأسف دون تجريم ذلك من قبل الجهات الرسميه. إن التحالف اوالتصالح مع الحوثيين لن يمنعهم من تقدم مشروعهم وإزالة أي عقبات تقف أمامهم من جيش أو أحزاب ومنظمات وغيرها ولن يسمحوا لأي فرد أو حزب أو جماعه يخالفهم أن يتحرك بحريته الكامله والمطلقه مالم فإن مربط الفرس البندقيه. يدرك اليمنيون حجم حزب الإصلاح الحقيقي وسياساته التي تسعى للسلم وبناء الدوله لكنهم انصدموا بالعمل خلاف وأعدوا فلم يعدوا وهو ما يطرح على عاتقهم السير وفق هذه الآية الكريمه وعدم الركون للنوايا التي تبدوا في ضاهرها حسنه وباطنها الجحيم. لذلك رغم الإتفاق يبقى أن يدرك الإصلاح والقوى الإسلاميه ان الخلاف مع الحوثيين أعمق من مغالطات إختزاله باتفاق ويجب وفق ذلك إعداد العده لكافة الإجتماعات وأبرز تلك العده السير ببناء صرح ثقافي وتوعوي شامخ يستنير من خلاله اليمنيون حقيقه الصراع ودوافعه وأسبابه ويكون بذلك أداة لتعريفهم بدينهم وسياستهم وكل المسائل التي تهم مستقبلهم دون التدحرج نحو الإعلام المعادي و المخالف وكذلك يجب الإعداد والإستعداد التأميني لحماية ما يمكن حمايته بدلاً من الخنوع والخضوع للقوى الرجعية والإماميه وغيرها وتنفيذ حذافير الآيه الكريمه "وأعدوا ". كان حري بالإصلاح أن لا يجعل الحوثيين ينتزعوا منه بنود الإتفاق انتزاعاً وليست متكافئه أو عادله فلم تعطي للشهيد حقه ولم تحفظ دم المخالف ولم ترعى الإحتكام في كل مواضع الإختلاف وهل تهجم الإصلاح على مقرات الحوثيين ليتوقفوا عن ذلك وهل تدعم السعوديه الإصلاح كماتدعم إيران الحوثيين وهل يمكن بالخيال ياإصلاح أن يتوقف الحوثيون عن التواصل مع إيران وجلب الدعم منها لنحكم بذلك عقولنا ولنعلم أننا نواجه خطراً يعلم الله اننا كلما تصدينا له في أي ثغره فإننا في أعماق المعارك التي تسعى لهدم الدين وتفتيت الأوطان .. والسلام.