كل المؤشرات تشير إلى أن الرئيس هادي هو الرئيس الحتمي في المرحلة القادمة وذلك من عدة اعتبارات أهمها: 1- أن سياسة الرئيس هادي وأنشطته وتصريحاته المختلفة تشير إلى أنه يسعى لرئاسة ثانيه كونه لم يكن حاكما في السابق بل محكم بين الأطراف المتصارعة. 2- أن الساحة لازالت ملتهبة وغير مهيأة لإجراء انتخابات في ظروف صحية ,الأمر الذي يحتم للسير نحو رئيس توافقي عبر اتفاقات سياسية تحت الطاولة والى هذه اللحظة لا يوجد شخصية محل إجماع أكثر من هادي على المستوى الداخلي والخارجي. ولكن السؤال إذا أضحى هادي ضرورة حتمية لدى أغلبية القوى السياسية المؤثرة في المشهد اليمني ؟فهل سيحظى بدعم جماهيري مماثل للانتخابات السابقة بعد أن أضحى في تقييم غالبية الشعب رئيس ضعيفاً وفشلاً في إدارة البلد وفق ما كان متوقعاً منه، ما جعل من شعبية الرئيس تهبط إلى أدنى مستوى لها.. ومن أجل استعادتها مطلوب التالي: 1- إعادة تقييم سياسته ومعالجة كافة الاختلال منذ وقت مبكر ,والبدء برسم سياسة وطنية واسعة بعيدا عن نطاق الأسرة والعشيرة والمنطقة, سياسة قادرة على إزالة كل أثار تلك السياسات التي علقت في ذهن الناس، سواء وصلت إليهم من خلال معلومات صحيحة أو مغلوطة، المهم انها أثرت سلباً على المزاج العام في الشارع اليمني. 2- العمل الفوري على إبعاد الأبناء والأقارب من ممارسة أي عمل سياسي خارج الأطر القانونية, والعمل في إطار رئاسي مؤسسي واسع بعيداً عن الشكوك والتخوين لأبناء الوطن , ليعطى الفرصة للجميع ليقيم الكادر بناء على أعماله وليس منطقته أو انتماءاته الحزبية والفكرية , ولتكن البداية مؤسسة الرئاسة التي يتولى قياداتها العليا قيادات جنوبية خالصة ومن مناطق محددة , ومن منطلق الخبر بضم الخاء وليس بكسرها . 3- إعادة النظر في سيل قرارات التعيين المختلفة التي بنيت على معايير فئوية ومناطقي ووفق ولاءات ضيقة , الأمر الذي ترك انطباعات سلبية لدى عامة الناس في ساسة الأخ الرئيس وتوجهاته , وسمت لدى الكثير بالسياسات المزاجية المبنية على الأهواء الشخصية له وللحلقة الضيقة المحيطة به. 4- ان تكون القرارات متوازنة ومراعية للأبعاد المناطقية والانتماءات الحزبية والتوجهات الفكرية المختلفة ,بما فيها القوى المتخاصم معها , فمن سمات الرئيس التسامح والعقوا والنظر إلى الشعب بنظرة واحدة كرئيس لكل اليمنيين. 5- قبل كل ذلك يجب التوصل إلى اتفاقات سريعة وعاجلة بين الأخ الرئيس وكل الخصوم والبحث عن صيغة تحالفات جديدة وفق الواقع ووفق المصالح السياسية , واعتقد أن الدخول في تحالف بين المؤتمر -بعد حل مشاكله- وأنصار الله أضحى ملح , خاصة أن هناك مصالحه مشتركة , فالرئيس هادي يريد كرسي الرئاسة , والسيد يريد أن يكون لمرشد الأعلى, وهو ما يمكن الاتفاق علية في أطر مكتوبة ومحددة لمهام واختصاصات كل طرف . بهذا ستشهد البلاد انفراج وستنتهي حالة الشد والجذب التي تريد الوصول إلى ما طرحت , فلماذا ألف والدوران وإرهاق الشعب في أزمات متتالية، أليس من الأجدر أن تطرح القوى النافذة ومن يقف وراءها مطالبها على الطاولة بصراحة بعيداً عن السياسية وألاعيبها, وتتفاوض حولها للوصول إلى توافق يخدم الكل، وينهي حالة حرب الاستنزاف التي دمرت البلد وينذر استمرارها بكارثة وشيكة والله من وراء القصد والنية