المتابع ل "المشهد اليمني" لايجد غموض في فهم التطورات المتسارعة مؤخرآ في مأرب جملة من الحقائق نوردها تباعآ: اولا. مواجهات مأرب الاخيرة تعتبر متوقعة كمحصلة لتغيرات موازين القوي بعد 21 سبتمبر وفرار اللواء محسن الاحمر وسقوط بيت الاحمر المدوي. ثانيآ. وفقآ لتقسيم الكعكة بعد حرب صيف 94 اضحت محافظة مأرب في نطاق نفوذ بيت الاحمر والجنرال وبالتالي محاولة مقاومة المد الحوثي لاجتياح المحافظة بات مطلب اصلاحي متفهم للحفاظ علي الحد الادني من نفوذ الجنرال الفار. ثالثآ. تقسيم الكعكة المشار الية سابقآ في 94 ليس بجديد فعلي سبيل المثال كانت محافظات كاحضرموت والحديدة وعمران تحت نفوذ بيت الاحمر بينما اضحت محافظات مثل عدن وتعز وذمار تحت نفوذ علي عفاش. رابعآ. تقسيم الكعكة ومناطق النفوذ المشار اليها سابقآ توضح لماذآ دخل الحوثيين بعض المحافظات بهدوء بينما اضطرو لاستخدام العنف في محافظات اخري. محافظة البيضاء علي سبيل المثال تشهد قتال متواصل كونها تقع في مواقع نفوذ بيت الاحمر والجنرال الفار. خامسآ. معظم الاصوات الداعية لقتال الحوثيين في مأرب هي اصوات اصلاحية باامتياز حيث ياتي في مقدمة تلك الاسماء احد اهم حلفاء الجنرال الفار ورئيس حزب الإصلاح في محافظة مأرب الزعيم القبلي مبخوت الشريف. سادسآ. حيادية الجيش متفهمة ومطلوبة. كما بات واضح فالصراع في مأرب هو بين ميليشيات تابعة للحوثي وعلي عفاش من جهة وبين بقايا ميليشيات تابعة لبيت الاحمر واللواء الفار من جهة اخري. وبالتالي المتوقع من الجيش عدم الانحياز الي اي طرف والمحافظة علي المنشئات النفطية والغازية في المحافظة. بالمجمل لا غموض في المشهد اليمني فخمسة عقود من القتل والفساد والظلم كان كافيآ لايصالنا الي ماوصلنا الية اليوم. للتنوية فقط وبحسب احصائيات اولية فان عدد القتلي والجرحي ومنذو احداث عمران وانتهاء بتفجير كلية الشرطة قد تجاوز ال13000 شخص( فقط في فترة الخمسة الاشهر الماضية ). وعلية فان الاستعجال بانزال الدستور للاستفتاء واشهار دولة ال6 اقاليم يظل المطلب الجماهيري الاكثر اهمية كمخرج من دوامة العنف التي وقعنا فيها ولعقود. __________________ [email protected]