قبل أن تأتي دولة الهادي يحيى بن الحسين إلى اليمن، ويكذب على اليمنيين بحكاية الاصطفاء الإلهي، وإمامة البطنين، كان اليمنيون مجتمعاً زراعياً منتجاً. لم يرق الأمر للهادي وللقادمين معه، فعملوا على مدى قرون على تحويل "الحميري المزارع"، الذي أقام حضارة زراعية منتجة، إلى "عكفي مقاتل". ونتج عن تلك السياسة تقسيم الناس إلى "عكفي جاهل مقاتل"، و "سيد متعلم حاكم". جاءت ثورة سبتمبر 1962، بعد قرون من مجيء الفقيه الهادي إلى اليمن، فحاولت القضاء على ثقافة الهادي التدميرية، وإعادة اليمنيين إلى ثقافتهم الحميرية الزراعية الأصيلة. نجحت إلى حد كبير، وبدأ الناس ينسون "الفقيه الانتهازي"، يحيى بن الحسين ودولته، وتحولت صعدة عاصمة الهادي إلى مزرعة حميرية نموذجية. إلى أن جاء أحد أبناء "ثقافة الهادي"، عبدالملك الحوثي، وسيطر على صعدة وهي سلة اليمن الزراعية، تنتج كافة أنواع الفواكه والخضروات، وكان أهلها نماذج حميرية في الإنتاج الزراعي، ولما جاء الحوثي كذب عليهم بكذبة الهادي، وحول أبناء صعدة عن الإنتاج الزراعي، إلى إنتاج ثقافة "الموت"، ومسيرة التدمير. وعدنا مجدداً إلى سياسات "العكفي" و "السيد". "ثقافة الهادي" هي "ثقافة الضلال" ، ولكي نعيش بسلام فلابد من العودة إلى ثقافة الأجداد الزراعية المنتجة. نحن "سادة" أرضنا، وعلى أصحاب ثقافة الهادي التخلص من هذه الثقافة الكريهة، والاندماج ضمن نسيج المجتمع اليمني الذي أقام قبل أن يعرفها واحدة من أكثر الحضارات الزراعية والتجارية إنتاجاً. وأول ما يتوجب على أصحاب "ثقافة الهادي" فعله في هذا الخصوص، هو أن ينتسبوا لأمهم الأرض حتى تكون هناك أماً مشتركة تجمعهم بأشقائهم اليمنيين. لو جعلنا هذه الأرض أمنا، وقمنا بواجب البر بها، لما احتجنا إلى أحد في مأكل أو مشرب، وفوق ذلك لكنا نعيش في سلام نزرع التعايش وننتج الأمان. لو انتسبنا إلى اليمن بحق، لما عادت "ثقافة الهادي"، ولما كانت الحوثية السلالية المقيتة، ولا الهاشمية السياسية العنصرية، ولما حلقت الطائرات الحربية فوق سماء بلادنا. التخلص من "ثقافة الهادي" أصبح اليوم ضرورة وطنية ملحة، لجمع كلمة اليمنيين على "أمهم الأرض"، وذلك من مصلحة الهاشميين أنفسهم قبل غيرهم، لأن نتائج هذه الثقافة عليهم وعلى أسرهم كانت وخيمة على مر التاريخ. من منشور على صفحة الكاتب في "فيس بوك"