التوريث أصاب الأمة بعد تحكيم القوة في اختيار الحاكم وإن تم تخليدها في التاريخ كونها بدعة أموية فإنني أتخيل لو استقرت الأمور للإمام علي كان سيخلفه الحسن ثم الحسين وهذا توريث آخر تحوّل بعد ذلك إلى عقيدة سلالية تعنونت تحت يافطة الولاية والبطنين!! مقتل الثائر الحسين بن علي نتيجة ظرف سياسي لحمل الأمة على طاعة ولي أمرها المتغلّب بسلطان القوة وعلى إثره استغله الطالبيون كمظلمة تاريخية مستحضرين مظلمة مقتل عثمان التي رفعها بنو أمية فحكموا ردحاً من الزمن فصار العلويين يتواصون بمظلوميتهم جيلا عن جيل حتى صار ديدنهم أنهم الأحق بالحكم ليس لكفاءتهم أو اختيار الأمة لهم بل كحق إلاهي أوكل لهم فدبجوا الأحاديث واستحدثوا مناسبات للفرح تارة ك عيد الغدير وللحزن والعويل أخرى ك عاشوراء!! وهاهم اليوم الطالبيون يحاولون حل مشكلتهم التاريخية وينتصرون لمظلوميتهم باستعارة السيف الأموي ، فلم تزدد الأمور إلا خبالاً والأوضاع إلا نكساً. والسؤال الكبير أي فائدة لنا لو أثبتنا أن الشيخين تآمرا عى ولاية علي أو أن حديث الغدير كان صحيحاً. فلم يبق اليوم على ظهر الأرض أموي أو خارجي وإن بقي شيعي يبحث عبثا عن مخاصمة أموي ومحاربة معاوية ويزيد الذين لانجد أثرهم إلا في كتب التاريخ!! كما يفعل اليهود بقتال روما وتيطس ولم يبق هادريان وتراجان. إن معالجة أمراض قديمة بأدوات فشلت تجربتها عبث والتمترس خلف الكتب والمراجع التاريخية لاتساهم في الحل بل تعقدها بمزيداً من الكراهية والمقاطعة. وجوهر المسألة أن الخلافات لا تحلها الكتب ولا تنفع فيها كل الأدلة العقلية والنقلية، وهذا يعني التخلص من كل المسلّمات القديمة وحل المشاكل بأدوات عصرية وترك التاريخ موعظة للمتقين ودليلاً على رحلة تطور الإنسان وأن آباءنا لم يكونوا خير البرية ، وجيل الصحابة والآل جيل بشريُ معرضُ للنقد.