تحدثت في مقال الأمس الذي يحمل عنوان الفوائد العامة لليمن من تحرير محافظة إب عن اهم الفوائد العائدة للدولة الشرعية والمقاومة في اليمن بشكل عام من خلال تحرير المحافظة الخضراء ، وتطرقت في المقال أن إب بعد تحريرها لن تعاني من الجماعات المسلحة الارهابية التي تنفذ الاغتيالات وتزعزع الامن والاستقرار كماتعاني عدن اليوم بعد تحريرها ، ولكنني صحوت اليوم من منامي على خبر صادم قطع قلبي ألماً ، لم اكن ان اتوقع ان يحدث ماحدث حاضراً او مستقبلاً ، فلقد حدث تفجير في مركز مديرية حبيش في موقع سوق القات وراح ضحيته العشرات من القتلى والجرحى ، ولعل الذي كنت اتوقع عدم حدوثه بعد تحرير إب قد بدأ يحدث قبل ان تتحرر وكأن هناك رسالة يريدون ان تصل إلى ابناء إب مفادها ان محافظتهم ستكون بعد التحرير كعدن وغيرها ، ويعتبر ماحدث اليوم في حبيش مرفوض جملةً وتفصيلاً ولسنا مع اي جهة تقف وراءه ، ولكن دعونا نعرف من هي الجهة التي تقف وراء هذا العمل الاجرامي الجبان ، فإن كانت المقاومة في إب ومجلسها العسكري فكلنا في إب سنكون ضدها ، وإن كانت مايسمى بتنظيم داعش او القاعدة دعونا نعرف لماذا تقوم بهذه الاعمال ولمصلحة من تعمل اعمال كهكذا وبلا شك نحن جميعاً ضدها ، وإن كانت الجماعة الحوثية ولها اهداف اخرى من خلال قيامها بأعمال كهذه فعلى جميع ابناء إب بكل مشاربهم واطيافهم وتوجهاتهم ان يتحدوا صفاً واحداً لتحرير محافظتهم من قوى الإنقلاب . هل مقاومة إب ومجلسها العسكري هم من يقفون وراء ذلك ؟؟ ورغم انني اقف مع المقاومة والدولة الشرعية و في حالة ان يتضح او اعرف ان المقاومة هي من تقوم بأعمال كهكذا فأنا كافر بهذه المقاومة والدولة وسأصبح حوثياً وانقلابياً حتى النخاع ، ولكن لم اجد دليلاً واحداً استطيع ان اصدق او اقتنع ان مقاومة إب ومجلسها العسكري هم من يقفون وراء ذلك ، فالتفجير قد حدث في سوق القات وسقط ضحيته الابرياء ولم يسقط حوثياً واحداً ، وكماهو معروف ان مقاومة إب تستهدف مواقع الحوثيين وامداداتهم وهناك جبهتان في إب شرقية وغربية وليس هناك جبهة في سوق قات مديرية حبيش حتى تأتي المقاومة وتزرع عبوة ناسفة ، وايضاً مديرية حبيش هي المديرية الوحيدة في محافظة إب التي لم تقوم فيها اي مقاومة على الاطلاق حتى الآن ، إذاً المقاومة بريئة مما حدث وارجوا من الجماعة الحوثية ان يثبتوا على المقاومة اذا كانت من يقف وراء ذلك وفي حالة اثباتهم بأدلة حقيقية لامجرد اتهامات وتزييف كلنا سنقف مع الحوثيين ، كما ارجوا من المجلس العسكري لمحافظة إب ان يحدد موقفه مماحدث ويدين الحادثة ومن يقف وراءها . هل تنظيم داعش هو من يقف وراء ماحدث ؟؟ فبعد وقوع التفجير الجبان انتشر الخبر كالعادة ان الدواعش هم قاموا بذلك ، وكماهو معروف ان الحوثيين يطلقون على كل من عارضهم انهم دواعش ، ولكن دعونا نعرف من هي داعش ولمصلحة من تقوم بأعمال كهكذا ، فمن خلال ماحدث اليوم في مديرية حبيش يتضح ان داعش تعمل لمصلحة الحوثي ، ولو كانت تحارب الجماعة الحوثية فلماذا تقتل الابرياء المساكين ولم تقتل وتستهدف مواقع الحوثية والشيعة وقاداتها التي لم تقتل منهم احداً حتى الان ، وايضاً لو كانت داعش تقف مع المقاومة والدولة الشرعية فلماذا تغتال رجال الدولة في عدن وغيرها ولماذا تقوم بأعمال تصب في مصلحة الجماعة الحوثية ، فإذا كانت داعش تقوم بأعمال كهكذا فهذا دليل على انها ليست إلا جناح من الاجنحة التي يستخدمها الحوثي في اليمن وترعاها إيران على مستوى العالم . هل الجماعة الحوثية هي من تقف وراء ماحدث ؟ ففي المقام الأول فأن الحوثيين يتحملون مسؤولية ماحدث ، كونهم اصحاب الأمر والسلطة والحكم وهم المسؤولين عن الامن مادام بيدهم السلطة ، فكيف يتم زرع عبوة ناسفة في مركز مديرية وفي سوق قات ، فأين الامن واين الاستخبارات واين اللجان الشعبية ؟؟ والامر الثاني فأن الجماعة الحوثية متهمة فيما حدث كون ماحدث لن يصب إلا في صالحها بهدف جعل الناس يلتفوا ويتحدوا معهم ضد طرف يعاديهم من خلال غرس مفهوم ان تحرير إب من الجماعة الحوثية يعني فسح المجال لبديل آخر يقتل الابرياء ويزعزع امنهم واستقرارهم ويتولى السلطة وينتقم من الجميع ، بينما الهدف الثاني هو إيصال رسالة للمجتمع الدولي بشأن وجود جماعات مسلحة إرهابية ستكون البديل محل الجماعة الحوثية . قبل ثلاثة اشهر قرأت خبر او تقرير له إعلان ممول في موقع عربي اسمه اخبار وكاتب التقرير هو صحفي يمني اسمه عبدالفتاح حيدره وعنوان التقرير هو ان داعش تسعى للسيطرة على محافظة إب ، ورغم انني من ابناء إب لم اعرف بمايسمى بداعش في محافظتي ولم اجد لها اي اثر او اي نشاط ، ولكن من خلال الاطلاع على تبعية ذلك الموقع الذي نشر التقرير فلقد وجدته يساند الانقلاب الحوثي في اليمن ويخدم سياسة إيران ، فعرفت ان هناك سياسة وتوجه لدى الحوثية وانقلابية بأستخدام داعش كوسيلة لتحقيق اهدافهم وخدمتهم وربما إحلالها كبديل عنهم . نحن في إب لم نكن نسمع عن داعش ولم يحدث في محافظتنا اي تفجير ارهابي ، ومنذ وصول الجماعة الحوثية إلى محافظتنا كانت حجتهم انهم يحاربون الارهاب والدواعش ، وللأسف منذ ان جاءوا محافظتنا جاءونا بالارهاب والدواعش والتفجيرات التي تقتل وتستهدف ابناء إب الابرياء ، ولم تلقي الجماعة الحوثية على اي قيادي من تنظيم القاعدة او داعش ولم تكتشف اي خلية وتلقي القبض عليها وتحاكمها ، فالذي جاء ليحارب الارهاب هو من جاءنا بالارهاب . بكل اختصار ماحدث اليوم في حبيش يدل على ان الجماعة الحوثية بدأت تستخدم ورقة داعش في إب ، ولها هدفان من خلال ذلك الأول : جعل مجتمع محافظة إب يقف ويتضامن ويتعاطف معها ، والهدف الثاني : هو جعل المجتمع الدولي يقف مع الجماعة الحوثية وانقلابها بحجة الحفاظ على إب مدينة السلام ومحاربة الجماعات الارهابية الاخرى ، الحوثيون يستخدمون داعش كمبرر لوجودهم في إب كمايستخدمونه كبديل يحل محلهم في عدن وغيرها من المحافظات التي تم تحريرها . ايها الحوثيون اعلموا انكم لازلتم إلى اليوم لم تأتونا بنتائج التحقيق التي تكشف من هو المنفذ لجريمة المركز الثقافي ، كما انكم إلى اليوم لم تحققوا اي نتائج تدللون انكم فعلاً حاربتم الارهاب في إب ، وكماتعلمون ان إب لم يحدث فيها إرهاب إلا منذ ان عرفتكم ، فنرجوا منكم ان ترحلوا عن إب كي تعود إب مدينة السلام وتعود ايضاً محافظة بلا ارهاب كما كانت من قبل ، فلا تغالطونا بداعش ولاغيرها فداعش هي انتم وانتم داعش ، وداعش والحوثي وجهان لعملة واحدة ، والارهاب مرفوض بكل اشكاله وانواعه ومسمياته .