عبدالله الهدلق هرولَ الرئيس الفارسي الإيراني (حسن روحاني) إلى بعض دول الخليج العربي في إطار احتياطات بلاد فارس (إيران) من التصعيد الأمريكي المقبل وتوجسها من التحركات الأولى للإدارة الأمريكية في منطقة الخليج العربي ، والمؤشرات الجليه هنا على نية أمريكية لإحياء محور الاعتدال العربي ، ولكن طهران وهي في أقصى درجات ضعفها وذلها وخوفها وفزعها وهلعها لم تتخَلَ عن صلفها وعنجهيتها وغطرستها فقد وجهت طهران دعوة لدول الخليج العربي لاستغلال زيارة الرئيس الفارسي الإيراني (حسن روحاني) لتحسين العلاقات مع بلاد فارس (إيران) (مُحذرةً !) من أن فرصة كهذه لن تتكرر . ومن يتابع الاتصالات التي يجريها الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) هذه الأيام مع بعض القادة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط والعالم، يخرج بإنطباع بأنه سيضعُ بلاد فارس (ايران) على قمة قائمة اعدائه ، و سيُعيد إحياء (حلف الاعتدال) العربي الذي بلغ ذروة قوته في عهد الرئيس الأمريكي الجمهوري (جورج بوش الابن) والمحافظين الجدد الذين هيمنوا على مفاصل ادارته ، وتعمَّدَ الرئيس الأمريكي (ترامب) أن يهاتف ثلاثة قادة من دول معسكر (الاعتدال العربي) هم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي، واستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في واشنطن ، وبعد تلك المكالمات الهاتفية تغيرت اللهجة الامريكية تجاه تلك الدول كليا، بينما تصاعدت اللهجة التهديدية الأمريكية لبلاد فارس (إيران) بعد إجرائها تجربة اطلاق صاروخ باليستي مُنتهكةً بذلك الإتفاق النووي الدولي مع طهران وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ، وشنت اربع مقاتلاتٍ أمريكية غارة على معسكر أسلحةٍ للحوثيين في محيط مدينة البيضاءاليمنية كرسالة دعمٍ لعاصفة الحزم السعودية ، وتنويه ببدء سياسة أمريكية مُعادية لطهران ومُؤيدةٍ لمحور الإعتدال العربي . ومن المؤكَّد أنَّه تم الاتفاق بين ترامب والعاهل السعودي في المكالمة التي جرت بينهما على ما لمسناه من خلال استقراء ما تلاها من خطوات سعودية يمكن القول انها وضعت أسس اتفاقات سياسية جديدة بين الطرفين عنوانها العداء التام لبلاد فارس (إيران) وحلفائها في اليمن وسورية والعراق والبحرين مُقابِلَ تمويل المملكة العربية السعودية لمشروعات البنى التحتية التي وعد الرئيس ترامب ناخبيه بإنجازها لتوفير الوظائف، واستعادة أمريكا لعظمتها وقوتها ،كما أنَّ التصعيد الأمريكي ضد بلاد فارس (إيران) من قبل ترامب يُؤكِّد إتمام صفقات أسلحة أمريكية حديثة بالمليارات من الدولارات لتعزيز القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي في مواجهة الخطر الفارسي (الإيراني) الكبير ، كما أنَّ التصريحات التي ادلى بها الدكتور خالد الفالح وزير الطاقة السعودي لمحطة تلفزيون ( بي بي سي ) وقال فيها ان بلاده ستزيد استثماراتها في قطاعات النفط والغاز الأمريكية تأييدا لسياسة الطاقة لادارة الرئيس ترامب التي تعتمد على الوقود (الاحفوري) دليلٌ واضح على الدعم الأمريكي لمحور الإعتدال العربي الذي أقلق طهران وأذلَّ كبريائها . وسيضُمُّ حلف ترامب العربي دول الخليج العربي الست والمغرب والأردن ومصر، وهي محور (دول الاعتدال العربي) وسيحارب إرهاب بلاد فارس (ايران) وتهديداتها وغطرستها ، ومحور (الاعتدال العربي) عائد بقوة، وايران وحلفاؤها هم العدو اللدود والوحيد ، ودرءاً للخطر الفارسي (الإيراني) فلا بأس من توسيع (محور الاعتدال العربي) ليكون شرق أوسطي ويشمل إسرائيل أيضاً .