عبدالله الهدلق اتفق ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماعهما في البيت الأبيض بتاريخ 2017/3/14م يوم الثلاثاء على أن إيران تمثل خطراً كبيراً وتهديداً أمنيا ًشديداًعلى منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط حسبما أكَّدَ مستشارٌ كبيرٌ لولي ولي العهد السعودي الذي اعتبر المحادثات نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين واشنطنوالرياض التي مرت بفترة من تباعد وجهات النظر في العديد من الملفات إلا أن اللقاء أعاد الأمور إلى مسارها الصحيح ، وتوافق في المواقف حول خطر إيران ، ووصف مستشار ولي ولي العهد السعودي الاجتماع بأنه نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وذلك بفضل الفهم الكبير للرئيس ترامب لأهمية العلاقات بين البلدين واستيعابه ورؤيته الواضحة لمشاكل المنطقة التي غابت عن إدارة سلفه ( أوباما ). وقد ناقش الأمير محمد بن سلمان ناقش مع الرئيس ترامب قضية منع دخول بعض مواطني الدول الست للولايات المتحدةالأمريكية. وأوضحَ سموه بإن المملكة العربية السعودية لا ترى في هذا الإجراء أي استهداف للدول الإسلامية أو الدين الإسلامي بل هو قرار سيادي لمنع دخول الإرهابيين إلى الولاياتالمتحدة ،وأبدى الرئيس الأمريكي ترامب احترامه الكبير للدين الإسلامي باعتباره أحد الديانات السماوية التي جاءت بمبادئ إنسانية عظيمة تم اختطافها من قبل الجماعات المتطرفة، فيما أكد الأمير محمد أن المعلومات السعودية تفيد بالفعل بأن هناك مخططاً ضد الولاياتالمتحدة تم الإعداد له في تلك الدول بشكل سري من هذه الجماعات مستغلين بذلك ما يظنونه ضعفاً أمنيا فيها للقيام بعمليات ضد الولاياتالمتحدة. وأبدى تأييده وتفهمه لهذا الإجراء الاحترازي الهام والعاجل لحماية الولاياتالمتحدة من العمليات الإرهابية المتوقعة . وشدد الأمير محمد بن سلمان على أن الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران سيء وخطير للغاية على المنطقة وشكل صدمة للعارفين بسياسة المنطقة ومخططات إيران وإنه سيؤدي إلى منح النظام الإيراني الراديكالي فرصة وشرعية لإنتاج وتصنيع وحيازة سلاحه النووي وإن هذا الاتفاق سيؤدي إلى سباق تسلح خطير بين دول المنطقة التي لن تقبل بوجود أي قدرة عسكرية نووية لإيران بينها ، وتوافقت وجهات نظر ترامب وولي ولي العهد السعودي وتطابقت بشكل تام حول خطورة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة، وأن إيران تحاول كسب شرعيتها في العالم الإسلامي عبر دعم المنظمات الإرهابية الطائفية التطرفة بهدف احتلالهم لقبلة المسلمين في مكة لكسب الشرعية التي يفتقدونها في العالم الإسلامي التكون من مليار ونصف مسلم ، وأن دعم إيران للمنظمات الإرهابية مثل (حزب اللات) الإرهابي الفارسي و (داعش) و (التنظيم الماسوني للإخوان المجرمين) وغيرها تهديد للأمن والإستقرار العالميين . وفيها يتعلق بالإرهاب في المنطقة أوضح اتفق الجانبان على أن حملات التجنيد التي تقترفها بعض الجماعات الإرهابية في المملكة العربية السعودية ضد المواطنين السعوديين هي بهدف كسب الشرعية لهذه التنظيمات على اعتبار مكانة السعودية الرائدة في العالم الإسلامي كونها مهبط الوحي وأرض الحرمين وقبلة المسلمين وما يمثله ذلك من شرعية لا منافس لها ، ومحاولة لضرب العلاقات الاستراتيجية السعودية مع الولاياتالمتحدة خصوصاً والعالم عموماً ومن ذلك جرائم قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن و نائبه الظواهري المنتمين إلى التنظيم الماسوني لجماعة الإخوان المجرمين ، وأن تأجيل أسامة بن لادن العمليات الإرهابية ضد الولاياتالمتحدة لأكثر من مرة كان بهدف جمع أكبر عدد ممكن من السعوديين لإقتراف الجرائم بهدف ضرب العلاقات المتميزة بين البلدين . وكان الرئيس الأميركي (ترامب) قد أجرى في وقت سابق اتصالاً هاتفياً مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقال البيت الأبيض حينها إن المباحثات تناولت على وجه الخصوص التهديدات الفارسية الإيرانية ووجوب تعليق الإتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران ، وكذلك إقامة مناطق آمنة بين المملكة العربية السعودية واليمن ، وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قدأعرب عن تفاؤله تجاه العلاقات السعودية الأمريكية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة لترامب ، وكانت المملكة العربية السعودية تنظر بعدم الإرتياح إلى إدارة الرئيس الأمريكي السابق (باراك أوباما) لأن إدارة أوباما اعتبرت تحالفها مع الرياض أقل أهمية من التفاوض بشأن الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 ، وشهدت العلاقات الأمريكية-السعودية توترات وأزمات إبّان حكم أوباما ، وفي أواخر العام الماضي علّق أوباما بيع ذخائر أمريكية دقيقة التوجيه للسعودية بعد عقود من التحالف الاستراتيجي التاريخي بين البلدين . وكان الكونغرس قد أقرَّ في أكتوبر عام 2016 قانون تطبيق العدالة على رعاة الإرهاب، المعروف اختصارا ب "جاستا"، الذي يسمح لأسر ضحايا هجوم 11 سبتمبر 2001 بمقاضاة المسؤولين السعوديين على الأضرار التي لحقت بهم ، ومُرر القانون على الرغم من استخدام البيت الأبيض حق النقض (الفيتو) ضد التشريع ، وردّت الرياض آنذاك بأن اعتماد الكونغرس القانون يقوض مبدأ المساواة والحصانة السيادية وهو المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية ، وقد أعرب الأمير محمد بن سلمان عن أمله في أن يعيد الكونغرس الأميركي النظر في مثل هذا التشريع ، وبحسب القانون الأميركي، لا يمكن لترامب إعادة استخدام الفيتو ضد قانون "جاستا"، ولكن يمكن للكونغرس إصدار قانون جديد يلغي هذا التشريع .