عبدالله الهدلق يهدف تمرين "حسم العقبان 2017"، الذي ينفذ على الأراضي والمياه الإقليمية والأجواء التابعة لدولة الكويت إلى تبادل الخبرات، ورفع مستوى التنسيق بين الدول المشاركة لردع التهديدات الفارسية الإيرانية على المستويين المحلي والإقليمي، وتعزيز التعاون الدفاعي بين الدول الشقيقة والصديقة، ويقام على عدة مراحل ، فمع تراجع نفوذ واشنطن في المنطقة إبان حكم إدارة الرئيس السابق (باراك أوباما) وتزايد النفوذ الفارسي الإيراني، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية ودعمها المليشيات الإرهابية الطائفية في سورية والعراق واليمن، كثفت دول الخليج العربي خلال السنوات الأخيرة من الإستعدادات العسكرية والتمارين الأمنية لمواجهة تهورات وتهديدات النظام الفارسي الفاشي الإيراني التي تحيط بالعالم العربي ودول الخليج العربي بوجه خاص وتدخلاته في شؤونها الداخلية . وتبدو إدارة الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) عقب تسلمه لمقاليد الحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر وعياً وإدراكاً لحجم المخاطر التي خلفتها (إدارة أوباما) - بتهوراتها وحماقاتها - في منطقة الشرق الأوسط، وظهرت تطورات جلية لمصالح مشتركة قد تساعد في إصلاح ما أفسده أوباما في العلاقات الأمريكية - الخليجية التي تعتبرها واشنطن صمام أمان لمصالحها في المنطقة، وتعيدها إلى سابق عهودها الذهبية المزدهرة ، وفي خطوات تبدو عملية في التعاون الأمني والعسكري والإستراتيجي بين إدارة الرئيس ترامب ودول مجلس التعاون الخليجي، إنطلقت فعاليات التمرين العسكري المتقدم "حسم العقبان 2017"، الأحد 19 مارس في إطار تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية مجدداً بين الجانبين بعد أن أصابها الفتور مؤخراً ، وكرسالةٍ واضحةٍ وباللغة التي يفهمها نظام العمائم الفارسي الفاشي الإيراني المتغطرس والذي لا يفهم إلا لغة القوة والحزم . ويعتبر تمرين "حسم العقبان"، الذي يستمر 23 يوماً، من أكبر التمارين العسكرية على المستوى الإقليمي والدولي، ويهدف إلى تطوير مستوى التنسيق والتعاون بين الوزارات والمؤسسات والإدارات الحكومية في إدارة الأزمات، وتأصيل دورها في دعم العمليات العسكرية والأمنية ، ويأتي التمرين - الذي اعتبره مراقبون من "العيار الثقيل" - ضمن سلسلة التمارين المشتركة بين دول الخليج العربي وقوات أجنبية لها نفوذ عسكري وأمني كبير؛ منها فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، بهدف تدريب مختلف قواتها البرية والبحرية على التخطيط للعمليات المشتركة وتنفيذها وإدارتها، وفقاً لاتفاقياتٍ دفاعية مشتركة تم توقيعها مسبقاً بين دول المجلس وحلفائها، من شأنها تعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية وتكوين قوة ردع تواجه وتتصدى للحماقات والتهورات الفارسية الإيرانية المحتملة . ويشارك في فعاليات "حسم العقبان"، بالإضافة إلى القوات الأمريكية، قيادات وضباط من مختلف القطاعات العسكرية التابعة لوزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني ومؤسسات أمنية بدول مجلس التعاون، فضلاً عن قيادة قوات درع الجزيرة ويُعدُّ التمرين المشترك من أكبر التمارين على مستوى الشرق الأوسط. ويُعتبر النسخة ال (14) من سلسلة تمارين "حسم العقبان" التي بدأت عام 1999، حيث نُفذ التمرين لأول مرة في مملكة البحرين ، ويأتي ضمن خطط وبرامج القوات المسلحة التدريبية المعدة مسبقاً لتطوير مهارات القوات المسلحة، ورفع مستوى الجاهزية القتالية، والاطلاع على ما لدى القوات المشاركة من تقنيات فنية، والاستفادة من الخبرات المتبادلة، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال العمليات المشتركة، وصولاً إلى تحقيق الهدف المنشود في مواجهة التحديات والأزمات المرتبطة بالعمليات العسكرية ومواجهة حطر بلاد فارس (إيران) وتهديداتها . وتتزامن التمارين العسكرية في دول الخليج العربي مؤخراً مع إعلان المملكة العربية السعودية قيادة تحالفين عسكريين؛ أحدهما يهدف إلى مواجهة انقلاب الإرهابيين الحوثيين في اليمن وإعادة الشرعية إلى البلاد، ومواجهة إرهاب المليشيات الفارسية الإيرانية التي تلعب على وتر الطائفية والعنصرية لتغذية الصراعات في دول المنطقة، وزعزعة أمن دول المجلس من خلال تدخلها في شؤونها الداخلية، أما الثاني فهو التحالف الإسلامي العسكري الذي يهدف إلى محاربة الإرهاب الذي ترعاه وتموله وتدعمه بلاد فارس (إيران) بكل أشكاله والدفاع عن أمن ومصالح الدول العربية الأعضاء داخلياً وخارجياً.