المثل العربي يقول (وعد الحر دين عليه) فقد كان هناك اتفاق بين القادة والزعماء وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي ترامب وخادم الحرمين الملك سلمان في قمة الرياض على تجفيف منابع الإرهاب ووقف تمويل التنظيمات الإرهابية والتصدي للدول الداعمة للإرهاب التي هي أشهر من نار على علم وفي مقدمتها الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني. لاشك أن الزلزال الذي يهز المنطقة بعد انفجار الخلاف بين دولة قطر من ناحية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين من ناحية أخرى كان من تداعيات قمة الرياض الغير مسبوقة والتي أثارت غضب أمير قطر الشيخ تميم وجعلته يغادر الرياض ومن هنا بدأ الزلزال يقذف حممه ويحرق العلاقات الخليجية الخليجية ولا أحد يعلم مداه فكل يوم نسمع بإجراءات وقرارات وتطورات جديدة لعل من أبرزها الاتفاق الإيرانيالقطري على إرسال قوات من الحرس الثوري الإيراني لحماية النظام القطري وكما ورد بالأخبار هناك بالفعل قوات من الحرس الجمهوري في الدوحة ومن الأخبار المثيرة موافقة البرلمان التركي على مشروع قانون يسمح بإرسال قوات تركية إلى قطر فهناك تدويل للخلاف الخليجي الذي قد يتطور لحرب وصدام بين الدول المعنية بالخلاف مما يهدد أمن واستقرار المنطقة . بتاريخ 11/5/2017 أصدر ترامب قرارا بإقالة رئيس التحقيقات الفيدرالية الأمريكية جيمس كومي من منصبه وهو قرار هز أركان البيت الأبيض نظرا لخطورته فقد تكشفت معلومات في غاية الأهمية كان جيمس كومي يتستر عليها بتعليمات من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وهي المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها . من بين الوثائق التي حصل عليها الاف بي اي مستندات من بيت بن لادن بعد مقتله تثبت تورط إيرانوقطر بدعم القاعدة وطالبان وكذلك كشفت الوثائق عن تنسيق إيراني أمريكي بدعم داعش في بداياتها وكذلك التنسيق لسقوط الموصل . أيضا كشفت الوثائق أن من أهم اسباب سكوت إدارة الرئيس السابق أوباما عن دعم قطر للقاعدة وطالبان هو العلاقة الوطيدة التي تربط وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بدولة قطر كون قطر كانت الداعم والممول للإخوان الذين اعتمدت عليهم الولاياتالمتحدةالأمريكية في إشعال الثورات في الدول العربية فيما يعرف بالربيع العربي الذي كانت قطر متورطة فيه بالدعم المالي واللوجستي من خلال قناة الجزيرة التي شنت حربا إعلامية على بعض الدول من أهمها جمهورية مصر ولاتزال. عندما اكتشف الرئيس ترامب هذه الحقائق الصادمة وتورط رئيس الاف بي اي جيمس كومي قام بإقالته بعد ذلك قام لوبي معارض للرئيس ترامب باختلاق تهمة التخابر مع الروس تمهيدا لعزله ولكن باءت هذه المحاولة بالفشل . ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب أثناء زيارته للرياض قام بإطلاع خادم الحرمين الملك سلمان على ملف قطر ولكنه رفض التصعيد ضد قطر حتى لايتسبب في خلاف بينها وبين السعودية ولهذا لازال الرئيس ترامب يتحفظ على الموقف القطري ولا يريد أن يدخل في مواجهة ويسعى إلى حل الخلاف الخليجي لأنه يحرص على وحدة دول الخليج وهذا ما يفسر الموقف الغير حازم للرئيس ترامب . لاشك أن ارتماء قطر في أحضان إيرانوتركيا سوف تكون له تداعيات خطيرة خاصة على صعيد الموقف الأمريكي الذي قد يتخذ قرارا بنقل قاعدة العديد من قطر إلى دولة أخرى ودعم الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين صد دولة قطر. إن المطلوب هو الالتزام بسياسة ضبط النفس وعدم التصعيد خاصة من دولة قطر فليس هناك من يريد تغيير النظام في قطر ولكن الدول المقاطعة لقطر تطالب بتغيير في السياسة القطرية وتغيير موقفها وسلوكها من التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها وفك ارتباطها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وأيضا الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني وتنفيذ الشروط العشرة التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية قبل فوات الأوان وحتى لا يقع الفأس بالرأس وحينها لا ينفع الندم والفرصة لاتزال سانحة أمام دولة قطر للرجوع إلى أحضان مجلس التعاون الخليجي الذي قطر هي جزء لايتجزء منه وهو المكان الطبيعي لقطر وليس إيران أو تركيا.