اليمن.. رحلة البحث عن القائد المنقذ : عبدالوهاب بحيبح عبدالوهاب بحيبح عندما تنهار الدولة او تدخل في صراعات خطيرة تجعلها تتخلى عن مهامها الأساسية تجاه شعبها فمن المؤكد ان جماهير هذا الشعب ستتجه للبحث عن القائد المنقذ الذي سيخرج الوطن من هذا الوضع المأساوي الكئيب، لايعنيهم نوع هذا القائد او توجهه او تاريخه، ما يعنيهم هو الخروج من المأزق وعودتهم الى الحياة الطبيعية. هذا هو حال المواطن اليمني المنهك بسبب المصائب التي حلت على كاهله تباعا، المواطن اليمني اليوم يبحث عن السلام، يريد العيش بهدوء وكرامه، يحلم بعودة راتبه الشهري وحقوقه البسيطة المنهوبة، لقد سأم من اصوات الرصاص ومن رائحة الدم المتناثرة هنا وهناك، لقد نال بسبب المليشيا من الحزن والأسى والفقر والجوع والحرمان والإذلال والكآبة والدمار ما يكفيه لعقود قادمه، بسبب ذلك يبحث بكل جنون عن البطل المنقذ، الشعوب لاتفكر بعقل السياسي الطامح او الإنتهازي المتحين للفرص، همها هو العيش الكريم وحسب..! لنعد قليلا الى الماضي القريب عندما بدأت الترتيبات او بالأحرى المبررات والذرائع التي ستمهد الطريق لإسقاط العاصمة اليمنيةصنعاء والدولة الشرعية فيها، لقد كانت الذريعة هي الجرعة المضافة على اسعار المشتقات النفطية بمقدار الف ريال، هذه الزيادة السعرية بالتأكيد ستؤثر على المواطن اليمني الفقير وستزيد من حدة سخطه على الدولة، كل ذلك كان مقدمة لظهور المنقذ الحوثي، لكي يحشد الفقراء المعدمين حوله باسم إسقاط الجرعة، المخطط يدرك ان الحوثي هو المنقذ الوحيد لحيث والأحزاب التقليدية تحكم البلاد بالتوافق طبقا للمبادرة الخليجية وهو خارج هذا التوافق، ظهر هذا المنقذ بشعارات براقة تلامس المواطن الفقير الذي يمثل الغالبية العظمى من الشعب اليمني، احتشد حوله المساكين والفقراء والمعدمين بالإضافة الى احقاد صالح واطماعه!! هتف الكثير منهم لهذا المنقذ الذي سيخلصهم من الجرعة ومن الفساد، خوفهم وجوعهم وفقرهم وعازتهم وفزعهم اعمى ابصار الكثير منهم، ليكتشفوا فيما بعد انهم وقعوا في فخ ومأساة اعظم وانكى من الجرعة، لم يدركوا حجم المصيبة التي ستحل عليهم وانهم سيدفعون ثمنها من ارواحهم وارواح ابناءهم ومعيشتهم وحقوقهم وكرامتهم بل ان الشعب اليمني كاملا دفع ثمنا باهضا ..! ان خروج الجماهير المؤتمرية ومعهم الكثير من ابناء الشعب اليمني وبالأخص من الفئة الصامتة وإحتشادهم في ميدان السبعين ما هو الا للبحث عن هذا المنقذ الذي سيعيد كرامتهم ورواتبهم وحقوقهم البسيطة، تعشموا خيرا في صالح المذنب الأول والمسبب الحقيقي لكل ماحل بهم لعل وعسى ينقذهم ويخلصهم ويعيد جمهوريتهم المسلوبة !! لكنهم سرعان ما عادوا وهم يجرون وراءهم ذيول الخيبة والحزن واليأس، يندوب حظهم التعيس، عادوا وهم يقولون لأنفسهم كم نحن أغبياء وسذج !! كيف نرجوا الإنقاذ من الرجل الذي تسبب بكل هذا الدمار ؟!، اليس هو الشخص الذي دعم هذه المليشيا وترعرعت في عهده وبفعل يده؟! اليس هو من اوصلها الى شرق البلاد وغربها بعد ان سلمها السلاح والعتاد ووووالخ؟! ان مهمة البحث عن المنقذ لازالت مستمرة، للأسف الشديد لم تستطع الشرعية تجسيد هذا الدور ومن خلفها التحالف العربي، الشرعية تعاني من ازمة قناعة وإخلاق، والتحالف العربي يفتقد الى الرؤية الحقيقية. لو عدنا الى الماضي القريب ونظرنا الى حجم الفرحة والأمل التي اعقبت خروج هادي من صنعاء سالما، وكذلك الفرحة التي اعقبت إنطلاق عاصفة الحزم، او الفرحة التي اعقبت تحرير العند وفرضة نهم وقارناها باليوم لأدركنا ان ثقة المواطن اليمني بدأت تتضاءل كثيرا (للأسف) ..!