جاءت الأوامر الملكية السعودية التي اصدرها الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء امس الخميس , بتعيين الفريق عبد العزيز بن محمد الهويريني , رئيسا لأمن الدولة , لتكشف زيف الاشاعات التي تحدثت عن وضعه تحت الاقامة الجبرية. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية , نشرت تقريرًا يوم الأربعاء الماضي ، زعمت فيه أنه “تم وضع الفريق الهويريني تحت الإقامة الجبرية” ،ليأتي الأمر الملكي، بتعيين الفريق أول عبد العزيز بن محمد الهويريني رئيسا لجهاز أمن الدولة برتبة وزير مع استمراره مديرا عاما للمباحث العامة، يؤكد زيف ماجاء في التقرير. وعقب الإعلان عن الأوامر الملكية شن مغردون بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هجومًا لاذعًا على صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وذلك نظرًا لنشرها #أخبارًا كاذبة عن الأمور الداخلية في المملكة مستندة لمصادر وصفوها انها لا تتمتع بأدنى حد من المصداقية ، حيث دشن المغردون، أمس الخميس وسما تحت عنوان “#مصادر_النيويورك_تايمز_مضروبة” شاركوا فيه بمئات التغريدات التي عبروا من خلالها عن آرائهم المتباينة، منتقدين اعتماد الصحيفة الأمريكية على حسابات تويترية معروفة بنشرها الأكاذيب والأخبار المغرضة عن المملكة. من هو عبدالعزيز الهويريني؟ الفريق الهويريني اسم معروف في قطاع الأمن بالسعودية، حيث يعد واحداً من أقدم ضباط وزارة الداخلية، إلا أن المناصب الحساسة التي تولاها والمهام السرية التي أشرف على تنفيذها. وعاصر الفريق الهويريني، وزير الداخلية الراحل، الأمير نايف بن عبدالعزيز، وكان أحد أكثر الضباط الذين وثق بهم وكرمهم على جهودهم في قطاع الأمن، قبل أن يصبح الرجل الأول في عهد وزير الداخلية السابق، الأمير محمد بن نايف، حيث عمل معه كمدير للمباحث العامة ولا يزال في ذلك المنصب حتى الآن. ويعد جهاز المباحث العامة، واحداً من أكثر أجهزة الأمن السعودية أهمية بسبب المهام الكثيرة الموكلة إليه، وهو ما جعل ضباطه، وفي مقدمتهم الفريق الهويريني، محل مراقبة واستهداف بعمليات الاغتيال عدة مرات من قبل تنظيمات وجماعات مسلحة تلقت ضربات موجعة من المباحث العامة. ومن الثابت، أن الفريق الهويريني تعرض لمحاولتي اغتيال، على الأقل، خلال فترة عمله في المباحث العامة، الأولى في مطلع العام 2003 عندما تعرضت سيارة كان يستقلها برفقة شقيقه لإطلاق نار كثيف انتهى بمقتل شقيقه ونجاته، والثانية في نهاية العام ذاته، عندما تم تفجير عبوة ناسفة في سيارته الشخصية ونجا أيضاً حيث لم يكن بداخل السيارة عند انفجارها. ويعد جهاز المباحث العامة مسؤولاً عن مكافحة العمليات الإرهابية والتخريبية، ومواجهة الحركات الفكرية والدينية المتطرفة ذات المبادئ الهدّامة، ومكافحة عمليات التجسس الأجنبية، ومكافحة الفساد الإداري. وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر أمرًا ملكيًا بإنشاء جهاز باسم "رئاسة أمن الدولة" يُعنى بكل ما يتعلق بأمن الدولة، ويرتبط برئيس مجلس الوزراء. ونص البيان على أن تفصل من وزارة الداخلية كل من "المديرية العامة للمباحث" و"قوات الأمن الخاصة" و"قوات الطوارئ الخاصة" و"طيران الأمن" و"الإدارة العامة للشؤون الفنية" و"مركز المعلومات الوطني" وجميع ما يتعلق بمهمات الرئاسة بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتمويله والتحريات المالية، وتضم إلى "رئاسة أمن الدولة ". كذلك تنقل إلى "رئاسة أمن الدولة" كل ما له علاقة بمهامها في وكالة الشؤون الأمنية وغيرها من الأجهزة ذات العلاقة بوزارة الداخلية من مهام وموظفين مدنيين وعسكريين، وميزانيات وبنود ووثائق ومعلومات. وسيمكن إنشاء "رئاسة أمن الدولة" وزارة الداخلية من تقديم خدمات أفضل المواطنين والمقيمين حالياً، في كافة القطاعات التابعة لها. كما سيمكن الجهاز من التركيز على مكافحة الإرهاب أمنياً واستخباراتياً، ومراقبة تمويله مالياً، وسيسهل للرئاسة التواصل مع الجهات ذات العلاقة خارجياً وسيكون أكثر كفاءة.