قالت صحيفة " الخليج " الإماراتية أن الاتفاقات والتفاهمات السياسية بين الدول تفترض وجود ند كفؤ ومكافئ، وهذا ما تفتقده قطر، وبالتالي ما لا يمكن أن تمثله. نحن أمام خصم فقد البوصلة وأدمن المتاهة. نحن أمام دولة الأفكار الضيقة والتكتيكات الصغيرة، وكما أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في خلال المؤتمر الصحفي أمس، فإن دول المنطقة استنفدت حوارها مع قطر، لكن الدوحة أخلت بكل الاتفاقات والعهود، في إشارة خاصة لتاريخ قريب شهدناه وكنا جميعاً الشهود عليه: اتفاق الرياض واتفاق الرياض التكميلي ما زالا يلحان على الذاكرة ويضيئان الطريق. وأضافت "الخليج " في عددها الصادر اليوم الاثنين أن :"المفارقة الصارخة أن الإعلام القطري الغبي، غير المهني بالمرة، يتكلم عن اتفاقي الرياض، خصوصاً بعد نشر وثائقهما، باعتبارهما اتفاقين عامين يشملان دول «التعاون» كلها، ولم تكن قطر وحدها المقصودة، فأي هروب من الحقيقة، وأي زيف." وأشارت الصحيفة أن شعوب الخليج والوطن العربي كانت الشاهدة على كل الإرهاصات التي أدت إلى الاتفاقين، وقد صيغا في هذا الشكل لحفظ ماء وجه الدولة الشقيقة أو التي كانت دولة شقيقة. وتابعت : "فماذا بعد أن فقدت الدولة التي كانت شقيقة ماءها وحياءها؟ لا مفاوضات على المبادئ الستة والمطالب الثلاثة عشر. لا مفاوضات ولا حوار على المخرجات المفترضة لاتفاقي الرياض والرياض التكميلي، وإذا كانت قطر تفضل أن تعيش أسيرة ماض لا يتحقق، فقد اختارت الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب مستقبل التقدم والتنمية والمحبة والسلام." ونوهت أنه "لا يخفى على المراقبين والمتابعين انتصار قطر غير المشروط لتيارات التطرف والإرهاب من خلال واجهاتها السياسية وأبواقها الإعلامية معاً، خصوصاً قناة «الجزيرة» الإخوانية الإرهابية، فقد دأبت، وهذا مستمر ويبلغ ذروته الآن، على تلوين أخبارها وتقاريرها بما يخدم الإرهاب، ويخدم الأجندات الخارجية ضد المنطقة، ويشمل هذا أخبار الحوثيين الانقلابيين مقابل الشرعية اليمنية والتحالف العربي الذي يدعمها بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما يشمل أخبار ليبيا وسوريا والعراق ومصر، فحيث حلت الجزيرة حل وحش الإرهاب، والعكس صحيح." وأردفت الصحيفة : "لكن الطامة الكبرى أو الداهية الدهياء، فقد تمثلت في سعي قطر إلى تسييس وتدويل فريضة الحج، متناغمة بذلك، وكأنها توأم الروح، مع حليفها الإيراني، ما يشبه، كما يقرر وزير الخارجية السعودي، إعلان حرب." وأكدت أن قطر : "هي دولة الفوضى تدافع عن نفسها كمن يدافع عن نفسه وهو في الرمق الأخير، بكل الوسائل المتاحة، لكن المتاجرة بقضية الحج تدخل قطر قطعاً في مستنقع عميق من الوحل والوهن والعجز وقلة الحيلة، وفيما تفتح المملكة العربية السعودية ذراعيها مرحبة بضيوف الرحمن، وحجاج قطر في صميم القصد والمعنى، تسارع قطر الفتنة والبغي إلى اختراع سيناريوهات على طريقة معلمتها وقدوتها إيران، فتدول القضية ذاهبة بها، عبر لجنة حقوق الإنسان القطرية، إلى الأممالمتحدة." واختتمت "الخليج " افتتاحية عددها اليوم بالقول : "العالم كله يعرف كم أنت مزيفة ومفضوحة ومكشوفة يا قطر، وفرق بين المعرفة والجهل. فرق بين محور الشر الذي أصبحت صوته أو ذيله، ومحور الخير وعنوانه الأخوة الصادقة والشراكة الحقيقية، وأول حرف في أبجديته المستقبل."