أثارت التصريحات التي أدلى بها مؤخرا سلطان البركان القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام جناح صالح، مؤشرات قوية بخصوص الدور السياسي الذي قد يلعبه الحزب مستقبلا. البركاني شن هجوماً شديداً على المبعوث الأممي الجديد، البريطاني مارتن غريفيث، واصفاً إياه بأنه "لا يعول عليه" لإحداث أي اختراق في المشهد اليمني المتأزم، ولا يعتمد على شيء سوى "جنسيته" للضغط على جميع الأطراف للقبول بخطة التسوية التي يروج لها. مراقبون ضالعون في المشهد الداخلي اليمني يرون أن تصريحات البركاني تؤكد تكهنات سابقة تحدثت عن تجاهل غريفيث للجناح السياسي الذي يقوده كل من البركاني والدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية الأسبق، والذي يمثل جناح حزب المؤتمر المنشق عن التحالف مع الحوثيين، والذي يتواجد أغلب قياداته السياسية بالخارج، وخصوصاً في العاصمة المصرية القاهرة، في حين يمثل طارق محمد صالح الرافعة العسكرية المساندة لهذا الطيف. وأكد المراقبون أن تجاهل المبعوث الأممي اشراك هذا المكون في المشاورات التي يجريها في هذه الفترة يعود الى كونهم باتوا لاعبين غير فاعلين في المشهد، ولا يملكون أوراق ضغط، خاصة بعد أن قتلت جماعة الحوثيين الرئيس السابق علي صالح في شهر ديسمبر من العام المنصرم. وخلال ثلاث سنوات من الصراع كان المؤتمر جناح صالح لاعباً أساسياً وفاعلاً في أية مشاورات أو مفاوضات جنباً الى جنب مع جماعة الحوثي وكذا السلطة الشرعية، وبمقتله باتت المفاوضات الحالية محصورة بين المليشيا والشرعية، في حين يصارع المؤتمر لإقناع المجتمع الدولي بإشراكه في مائدة التفاوض كطرف ثالث، دون أي نتائج ملموسة على الأرض حتى اللحظة.