تعيش العاصمة المؤقتة عدن وضعاً مأساوياً، في ظل اجتياح حالة الرعب والهلع الى أوساط السكان بالمدينة بعد سلسلة من عمليات الاختطافات التي طالت فتيات من مختلف الأعمار. ولا تكاد تمضي أيام قليلة حتى يعلن عن حالة اختطاف جديدة لفتاة من فتيات المدينة، من قبل عصابات مجهولة الهوية حتى اللحظة. وروت إحدى فتيات المدينة ل (المشهد اليمني) حالة الرعب التي يعشنها هن وأسرهن جراء الوضع الذي آلت اليه المدينة. وقالت: الوضع لا يوصف.. باتت مهمة الخروج من المنزل للتسوق أو لتأدية أي عمل أمراً مرعباً. حين أخرج الشارع لابد أن يصطحبني أبي أو أحد أقاربي. أظل أمضي في الطرقات وأترقب وجوه المارة، حتى أنه بات يخيل لي أن جميع من في الشارع وحوش تترقب لحظة غفلة مني لاختطافي. وتتابع: أكثر اللحظات رعباً هي حين أصعد باص وخاصة إن كان به رجال قليلون. من شدة خوفي أجلس بالكرسي القريب من باب الباص، حتى إذا حدث طارئ أتمكن من القفز والهروب من الباص. وغيري كثير من اللواتي يقمن بذات الشيء. وتتابع: منذ فترة لم نعد نصعد الباصات إلا إن كانت مملوءة بالركاب. وإن كان شبه فارغ نرفض الصعود معه. وكان ناشطون قد رووا قصة مثيرة لمجموعة فتيات نزلن من أحد الباصات، غير أن باب الباص انغلق فجأة فيما كان لا يزال به واحدة من الفتيات، فأطلقت الفتاة صرخة قوية وهي تستغيث "لا تخطفوني لا تخطفوني"، لكن سائق الباص نزل مباشرة وفتح الباب المنغلق من الخارج وهو يعتذر قائلاً: يا أختي لا تخافي.. من با يخطفك.. لا تخافي هو الباب تغلق عندما أوقفت الباص. وخرجت وهي بحالة ذعر كبير وفي حالة يرثى لها، هي وصديقاتها اللاتي شاهدن الموقف. وتمر مدينة عدن بواحدة من أسوأ فتراتها في الجانب الأمني، حيث تنشط العصابات التي تنفذ عملية الاختطافات في غياب كلي لدور الأمن والاجهزة الشرطية. كما أن المدينة تعاني من فرق موت استطاعت تنفيذ عشرات عمليات الاغتيالات بحق ناشطين وشخصيات سياسية واجتماعية، فيما لا يزال الدور الأمني مختفياً بالمطلق.