فجع القطاع النفطي في اليمن واليمنيون عموماً بما حصل للبئرAlif-111 المنتجة للغاز من قطاع 18 في صافر محافظة مأرب و تسريب الغاز الذي بدأ منذ فترة طويلة نتيجة تعرضها لعوامل الضغط والتآكل والرطوبة الناتجة من الإنتاج وعمليات حقن المياه في الآبار لتنظيفها وزيادة إنتاجها. ويقول الصحافي والكاتب اليمني عبدالواحد العوبلي " أن كل هذا يحدث مع التجاهل التام لعمليات الصيانة الدورية والكشف المبكر للآبار ومعالجة أية اختلالات. الأمر الذي أدى في نهاية الامر إلى خروج هذه البئر عن السيطرة واستفحال وضع تسريب الغاز فيها مما عرضها وعرض قطاع صافر والمنشآت والبيئة المحيطة للأخطار الناتجة من احتمالية الانفجار ناهيك عن الأثر البيئي البالغ السوء على المنطقة وسكانها ، بخلاف خسارة البلد لأحد أصولها المتمثلة بهذه البئر وما كانت ستقدمه للبلد من غاز. ويؤكد العوبلي " أن المشكلة لن تنتهي عند هذا الحد، فالعديد من الآبار في قطاع صافر تعاني من مشاكل التسريب منذ ما يزيد عن العام ، ومعرضة جميعها لنفس النهاية المأساوية ، طالما و أن إدارة الأمر الواقع التي تسيطر حالياً على شركة صافر أوقفت أنشطة الصيانة الدورية للآبار وأخرجت حفارات الصيانة عن الخدمة ، بحكم عدم معرفة هذه الإدارة بالأمور الفنية الخاصة بالآبار وصيانتها وعواقب إهمالها الكارثية على الشركة والوطن والبيئة. ه ويشير العوبلي إلى إيقاف النفقات المالية لأنشطة الصيانة في محاولة لتحسين صورتها أمام السلطة المحلية بمأرب لتوفر لها من ميزانية صافر واستغلالها لأشياء أخرى !!. كما قامت بتسريح الكوادر المتخصصة بأعمال صيانة الآبار والحقول النفطية وتعطيل مهامهم الفنية ، والاعتماد على فنيين ممن ليس لديهم الخبرة الكافية في هذا المجال الحساس والخطير لأنها تعلم أن بقاء تلك القيادات الفنية داخل الشركة كفيل بفضح ما يقومون به و استمرائهم العبث والفساد دون رقيب أو حسيب. ويوضح " أن ما حدث مؤخراً من تسريب للغاز في البئر ألف-111 بسبب وجود ثقوب في بطانة البئر على عمق 130 قدم وكان المفترض إصلاح هذه الثواقب ولكن شركة صافر لا تستطيع ذلك بحكم أن هذه التقنية والمعدات الخاصة بها لا تمتلكها الشركة . ويضيف "مع ذلك قامت ادارة الأمر الواقع في شركة صافر بمحاولة إعادة هذه البئر للخدمة وحدث بعد ذلك التسرب إلي السطح والذي أصبح من غير الممكن التحكم به . وكان من المفترض التعجيل بتأمين هذه الآبار بمساعدة الشركات المتخصصة لعزل طبقات الغاز بمواد إسمنتية عازلة حتى يتم إصلاح الثقوب التي يتسرب منها الغاز ولا يتم إعادة أي بئر للخدمة قبل اصلاحها . لإن عمليات صيانة الآبار عملية دقيقة معقدة ومحفوفة بالمخاطر ، كونها تتطلب التعامل المباشر مع ضغط المكامن النفطية والغازية العالي وتتطلب تواجد شركات عالمية متخصصة في هذا النوع من الخدمات وعمليات إغلاق الآبار في أعماق الطبقات المنتجة. بما فيها قطع وإصلاح أجزاء دقيقة من الآبار بشكل آمن حتى يتم استعادة الإنتاج من هذه الآبار . ويقول العوبلي " أن من يسيطر على صافر حالياً رفض تجديد عقد الصيانة بحجة تخفيض التكاليف وتوفير مبالغ لشركة صافر على حساب ضياع أصولها. مما يثبت أن لديهم أجندة تدمير ممنهج لمقدرات الشركة وحقولها وآبارها ومنشآتها. ويختتم العوبلي مناشدته بضرورة رفع هذا الملف على طاولة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة لتشكيل لجنة لتقصي الوضع في شركة صافر ومعالجة الاختلالات الحاصلة بأسرع ما يمكن ، ووقف كل الجهود التي تسعى إلى التدمير الممنهج للشركة و تضييع المورد الاقتصادي الأول للبلد في سبيل إبقاء اليمن ضعيفة وفقيرة وبحاجة مستمرة إلى الغير. https://twitter.com/Twitter/status/1055076025304924160
