قال مصدر حكومي رفيع " إن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والحكومة البريطانية يسعون إلى إفراغ اتفاق السويد الأخير من محتواه وإيجاد صيغة جديدة تتوافق مع رغبات الحوثيين فيما يخص إعادة الانتشار بمدينة الحديدة وعمل لجان الأسرى والمعتقلين. وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريح ل " المشهد اليمني " إن لقاءات غريفيث الأخيرة مع الحكومة اليمنية ونائب رئيس الجمهورية فاجأهم بأن اتفاق السويد قد يحتاج إلى تعديل جزئي حتى يتم تجاوز معضلة تنفيذه بعد رفض الحوثيين عملية الانسحاب الجزئية من موانئ ومدينة الحديدة. وقال المصدر " إن غريفيث أكد للحكومة الشرعية ضرورة تسليم مدينة وميناء الحديدة لأجهزة الأمن التابعة للحوثيين من أبناء محافظة الحديدة الموالين للجماعة والموزعين على عدد من مراكز الشرطة داخل المدينة وهو الأمر الذي تقول الشرعية إنه مخالفة صريحة لاتفاق السويد الذي نص على تسليم المدينة والموانئ لأجهزة الأمن الرسمية التابعة لوزارة الداخلية. وأوضح المصدر " إن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي رفض لقاء غريفيث أمس الأول في الرياض بعد وصوله معلومات رغبات بريطانية لتعديل اتفاق السويد. وأضاف المصدر " إن المبعوث الأممي وخلال جولاته المستمرة بين طرفي الحكومة والحوثيين استطاع إفراغ القرار الأممي 2216 من محتواه وعدم جديته في قيادة عملية السلام وفق القرارات الدولية . وأشار المصدر إلى أن الشرعية قد تقدم مذكرة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش تتعلق بتجاوزات المبعوث الأممي غريفيث بعد استنفاذها كافة التنازلات فيما يخص لجان مدينة الحديدة. و يلف الغموض مصير اتفاق السويد الذي رعته الأممالمتحدة بين طرفي النزاع باليمن، بعدما باءت جهود ترجمته على الواقع بالفشل، منذ ما يزيد عن شهرين ونصف على إعلانه في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018، وسط تساؤلات عدة، حول مآلاته. ويتفق متابعون للشأن اليمني، أن الاتفاق فشل، وبقي الإعلان عن ذلك فقط، في ظل مواقف جماعة الحوثي المتكررة لتنفيذه خاصة "انسحابهم من مدينة الحديدة وموانئها الرئيسية". وأواخر شباط/فبراير المنصرم، تعثرت خطة جزئية لانسحاب الحوثيين من مينائي الصليف ورأس عيسى في المدينة الواقعة على البحر الأحمر، يعقبه الانسحاب من مينائها الاستراتيجي، الذي يحمل اسم المدينة ذاتها. تطورات عدة، أعقبت تراجع الحوثيين عن سحب مقاتليهم من الصليف ورأس عيسى، حيث شنت المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام في الأيام القليلة الماضية، هجوما غير مسبوق، على مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، قائلا: كما يبدو لنا ليس مبعوثا لهيئة الأممالمتحدة وإنما مبعوثا إنجليزيا يمثل بريطانيا.
